تفجرت فضيحة «طبية» في مصلحة القلب والشرايين (أ) في مستشفى ابن سينا في الرباط، إثر اكتشاف إدارة المستشفى تلاعبات طالت معدات وأجهزة طبية في المصلحة المذكورة. وتجري عناصر الشرطة القضائية تحقيقات مكثفة في الموضوع، بعد توصلها بشكاية من طرف إدارة المستشفى، تتعلق باختلاس معدات طبية وخيانة الأمانة. واستمعت الشرطة القضائية إلى مسؤولين إداريين والمشرفين على الصيدلية المركزية بفي المستشفى، كما شرعت في الاستماع إلى المسؤولين عن مصلحة القلب والشرايين (أ) في المستشفى المذكور. واستجوبت عناصر الشرطة عائلات المرضى الذين تم بيعهم المعدات المذكورة، بعد أن لاحظت إدارة المستشفى أن بعض المعدات الطبية، التي تم تسجيلها في وقت سابق في الناظم الآلي لصيدلية المستشفى من طرف مريض معين، تقدم بها مريض آخر يستعد لإجراء عملية جراحية. وفي اتصال هاتفي ل«المساء»، أكد ياسر السفياني، مدير مستشفى ابن سينا، «أن إدارة المستشفى قررت وضع شكاية في الموضوع، بعد أن ضبطت 5 حالات لمرضى اشتروا معدات من إحدى الصيدليات التي لا تربطها بالمستشفى أي علاقة، في حين أن تلك الآليات قد ولجت في وقت سابق المستشفى باسم مرضى آخرين ولم يتم استعمالها». وأكد ياسر السفياني، الأستاذ الجراح في كلية الطب في الرباط، أن إدارة المستشفى قد أجرت بحثا داخليا أشرفت عليه لجنة مكونة من مسؤولين إداريين وحراس عامين وشؤون التمريض والتطبيب في المستشفى. وقد أسفر التحقيق عن توقيف مؤقت للممرض الرئيسي للمصلحة، إلى حين انعقاد المجلس التأديبي، خصوصا أن الممرض الرئيسي للمصلحة هو المسؤول الإداري عن المصلحة والمكلف بالتنسيق مع الصيدلية المركزية للمستشفى وكذا عن الحفاظ على المعدات والأدوية الطبية. وفي سياق متصل، حلت لجنة التفتيش والتدبير من الإدارة المركزية، من أجل الاطلاع على السير العام وتدبير مصلحة القلب والشرايين داخليا وكذا تحديد مسؤولية القائمين على تدبير شؤون المصلحة. وكشفت مصادر قريبة من التحقيق الذي تجريه اللجنة، أن هذه الأخيرة، سجلت وجود صيدلية غير معلن عنها وآليات غير مصرَّح بها، كما ضبطت كميات كبيرة من الآليات التي لا تستعمل من طرف المستشفى.