صورة ناظورسيتي ما حدث في تظاهرة الجمعة الماضية للمعطلين أمر لابد من الوقوف عنده، ولابد من التنديد بالسكوت المتواطئ للقوى الأمنية وللسلطات المحلية جراء سكوتها عن سلوك البلطجي باقتحام وقفة المعطلين بسيارته بالمحور الطرقي بحي ترقاع بالناظور، ومسببا في كسر يد أحد مناضلي الفرع المحلي للمعطلين. ما حدث كان انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ولحق المعطلين في التظاهر السلمي الحضاري، حيث مرت سيارة البلطجي التي صدمت المعطلين أمام مرأى من الباشا و قائد المقاطعة الأولى بالناظور وكافة القوى الأمنية والاستخباراتية بالمدينة، بدون أن يحركوا ساكنا لاتخاذ الإجراءات الضرورية ضد صاحب السيارة واعتقاله بنية إحداث ضرر وعاهة مستديمة. ويذكر أن أجهزة الأمن نفسها ظلت تطارد المعطلين بالهراوات وبالدراجات النارية لثنيهم عن مسيرتهم النضالية التي كانت تتوخى إيصال تظلمهم للتدخل العاجل من أجل إنصافهم من التهميش والإقصاء، حيث تمت معاينة أعداد كبيرة من قوات الأمن بالزى الرسمي والمدني على طول مسيرة المعطلين. إن محاولة السلطات المحلية شق صفوف حركة المعطلين بالمدينة وإلى نزع رداء المصداقية من خلال الإيقاع بينها وبين عموم المواطنين، وإظهار المعطلين بأنهم يعرقلون حركة السير المروري، مآلها الفشل لأن تضامن السكان مع المعطلين سيظل منسجما ومتماسكا رغم سعي السلطات إلى تشتيت احتجاجات المعطلين السلمية والحضارية، فمعطلو الناظور لم يكسرو سيارة أو واجهة محل تجاري أو رمو حجرة واحدة أو اعتدو على أحد. وفي وقت يعرف فيه الجميع أن مطالب المعطلين هي مطالب اجتماعية صرفة، وتتفق مع هموم الشعب المغربي قاطبة، وأن هؤلاء المناضلين لا يبحثون سوى عن تحسين وضعهم الاجتماعي من خلال المطالبة بذلك بطرق حضارية وسلمية ، ولا يسعون إلى الفتنة أو إلى الإضرار بمصالح المواطنين اليومية.