لا مناص من القول بأن الماضي القريب يشرطنا و يلاحقنا، بل أنه يصل إلى حد مساومتنا... يغدو الأمر من قبيل الانتقال من اللانغمية إلى الضجيج الكاكوفوني، أو الصمت العقابي... و كأننا نعيد إنشاد القول المأثور: ” لا يصلح العطار ما أفسده الدهر” عقد اجتماعي بين أنياب السماسرة... انتقال كاد ينسينا بأن “نخبنا” لم تفطم بعد، اد لا تزال تتغذى على ما تبقى من حليب عهد أم الوزارات الذي أنجبها، و شكل وجودها، و ماهيتها، و عبد مسالكها، و اختار توجهاتها، و رسم الحدود الخضراء و الحمراء لتحركاتها و مساعيها... في عهد ليس ببعيد، كان بعضتا يقيم الحملات ا لانتخابية على نغمات أغاني سعيد المغربي و الشيخ إمام و الوليد ميمون... و بعضنا الآخر على شطحات الحاجة الحمداوية و قشبال و زروال و ميمونت ن سلوان... “كلها يلغي بلغاه” ، فيما كانت أم الوزارات هي من تصنع رقعة وبيادق اللعبة السياسية محليا و وطنيا... اليوم و قد استبدل الكثيرون ميولاتهم في مجال الرقص السياسي من...، إلى “الهيبهوب” للاحتفال بما تحقق في مجالات المصالحة الوطنية و جبر الضرر، و، و، و، و... ، و بعدما فكر مثقفو الكلمات المتقاطعة، و التيرسي، و... في إعادة النظر في استقالاتهم الجماعية من مجتمعهم، و محاولة تطليق “حزب العزوف” والانخراط في لعبة سياسية طرازها من توقيع العهد الجديد، تهافتت علينا شرذمة من إخطبوطات العهد القديم ملونة بألوان الحرباء، لتحاول تكريس نفس السيناريوهات القذرة القديمة بتحويل الساحة السياسية المحلية إلى سوق لبيع و شراء الذمم... كنا، و لا زلنا نأمل أن نضع نقطة لممارسات العهد القديم، و نعود إلى السطر... و نسترجع تفاؤلنا بالحاضر و المستقبل الذي سنؤمن عليه أبناءنا... كنا و ما زلنا نؤمن بأن ” غدا، يوم آخر...”، نتعاقد لأجل ازدهاره اليوم بمواثيق شرف لا يمكن للمغربي الأبي نقضها... لكن، كيف يتعاقد المواطن المغلوب على أمره مع ثلة من شرفاء ينتمون لمختلف المشارب الغيورة على بيته و حيه و مدينته و وطنه، في الوقت الذي تزوره كلما حل الظلام عصابات تدعوه للغداء و للغشاء؟... أي تعاقد اجتماعي و سياسي يمكن إبرامه بين المواطن و مرشح كالذي يقول: “دعوني أرشيكم، لأخدمكم؟... في حين يعرف جميع المغاربة بأن “الخدمة، فيها أ فيها”...: العمل الجدي، و “تشفارت”... حسبنا الله و نعم الوكيل...