شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب 2024.. مشاركة 340 عارضا وتوافد أزيد من 101 ألف زائر    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معجم الاستشهادات إسهام رائد فريد
نشر في العلم يوم 25 - 04 - 2010

ظهرت خلال مدة وجيزة نسبياً طبعتان لعمل معجمي متميز للدكتور علي القاسمي ألا وهو «معجم الاستشهادات» وكانت الطبعة الأولى (بيروت: مكتبة لبنان 2001) في 684 صفحة بينما بلغت صفحات الطبعة الثانية (2008) ما يزيد عن ألف وثمانين (43+1039) مما يبرر إقدام المؤلف على تسميته ب «معجم الاستشهادات الموسع».
إن هذه الحقيقة وحدها تدل على مدى ما يتميز به القاسمي من حيوية علمية بارزة بين أمثاله من العاملين في حقل المعجمية العربية، غير أنه من الضروري التنويه بمنجزاته الأخرى ومشاركاته البناءة في هذا الحقل كما تدل على ذلك مؤلفاته المتعددة المنشورة في العربية والانكليزية منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي(1) دَعْ عنك ما عرف به من أعمال في مجالات الإبداع القصصي والنقد والترجمة والثقافة العربية.
إن إعداد معجم موسوعي عام للاستشهادات في أية لغة يتطلب تعاون فريق من الخبراء وجهاز من المساعدين يشاركون في جمع مواده وتبويبها ووضع الفهارس الخاصة بالأعلام والموضوعات والألفاظ والمصادر للخروج بمعجم يحقق الأغراض أو الفوائد المستهدفة على أحسن وجه ممكن، أي انه ليس من اليسير أن يقوم فرد واحد بإنجاز مشروع كهذا أو أن يُلمّ إلماماً تاماً بكل مكوناته وعناصره لا سيما عندما يكون المشروع رائداً وموسوعياً بتغطيته تراثاً يمتد أكثر من أربعة عشر قرناً كما هو الحال في «معجم الاستشهادات».
بل من الممكن القول بأن معجماً عربياً عاماً كهذا «لابد أن يعتوره بعض الثغرات حتى لو انكبّ على تصنيفه فريق من المتخصصين وكان بعضهم لبعض ظهيراً» كما ورد في مقدمة المعجم (ص777).
ومن هنا ندرك الجهد الكبير الذي بذله القاسمي خلال سنوات حددها بما يزيد عن أربع سنوات في مقدمة الطبعة الأولى أو ما يقرب من عشرين سنة كما جاء في الطبعة الثانية (ص 743).
ولا أشك ? في ضوء معلوماتي(2) عن جهود القاسمي منذ أواخر السبعينيات في القرن الماضي ?في أن إعداد المعجم استغرق أكثر من عشرين سنة قام خلالها القاسمي بجمع الاستشهادات في مراحل مختلفة معتمداً على مصادر لا حصر لها كما ذكر في مقدمته (ص ص 780-781 ).
يضم المعجم بطبعتيه محتويات رئيسة تتكون من (1) المقدمة (2) إرشادات استعمال المعجم (3) فهرس الموضوعات (4) متن المعجم ذاته (5) فهرس أصحاب الاستشهادات و (6) فهرس الألفاظ والمعاني. ويلاحظ أن المقدمة وضعت في الطبعة الثانية بعد متن المعجم، ويبدو أن المؤلف أراد بذلك أن يُيسّر للقارئ الرجوع إلى من المعجم مباشرة ويلاحظ كذلك أن المعجم لا يضم فهرساً خاصاً بالمراجع الكثيرة التي اعتمد عليها المؤلف في اختيار الاستشهادات في مراحل مختلفة من بحثه وتقصيه، وقد أشار إليها إشارة عامة تبين أنواع المصادر والمراجع التي استخدمها وفي طليعتها:
الاستشهادات التي تُستخدَم في الصحف اليومية والمجلات والدوريّات المختلفة والكُتُب ذات الموضوعات العامّة والمتخصِّصة.
معاجم التمثيل والاقتباس والاستشهاد أو الكتب القريبة منها مثل كتاب الاقتباس للثعالبي وكتاب أدب الدنيا والدين للماوردي وكتاب الدر الفريد وبيت القصيد.
كُتُب التراث العربيّ وخاصّة منها تلك التي تحفل بالاقتطافات من مشاهير الكُتّاب، وأعلام الخطباء، وجهابذة الشعراء كالأغاني، والأمالي، والعقد الفريد، وخزانة الأدب، وصبح الأعشى، وغيرها.
الكُتُب المدرسيّة وخاصّة كُتُب المحفوظات والمطالعة والنصوص الأدبية وغيرها، وهي الكُتُب التي تشكِّل مخزون المثقَّف العربيّ من الاستشهادات.
البرامج الإذاعية التي تناولت الشواهد مثل البرنامج الإذاعيّ (قول على قول) للأستاذ حسن الكرمي(3).
وفي هذا البيان العام ما يدل ? من الناحية العملية- على صعوبة توفير فهرس شامل لكل ما رجع إليه المؤلف.
تعتبر المقدِّمة دراسة تفصيلية حول الاستشهاد ومكانته في التراث العربي؛ تناول فيها طبيعته، وتاريخه، وأسباب عدم وجود معجم عربي للاستشهادات، والطرق المختلفة المتبعة في ترتيب مواد المعجم، وسرّ غلبة الشعر في استخدام الاستشهادات إلى جانب الآيات القرآنية والحديث النبوي، وغير ذلك من الأمور النظرية كالاقتباس والتمثيل والتضمين ورواية الشعر والسرقات الشعرية، بالرغم من أن بعضها لا يتصل اتصالاً مباشراً بالاستشهاد.
ولعل أهم ما يعني مستخدم المعجم ? في نظري ? هو ما ورد في الصفحات (41-53 الطبعة الأولى) و(769-781 الطبعة الثانية) حيث يجد القارئ توضيح ما يميّز معجم الاستشهادات عن غيره من المعاجم اللغوية أو الموسوعية، وأنواع معاجم الاستشهادات من معجم عام يشتمل على الاستشهادات في موضوعات متعددة ويغطي مختلف الفترات الزمنية إلى معاجم متخصصة في حقول من الحقول أو فترة زمنية محددة. فهناك مثلاً معاجم تعنى بالاستشهادات في مجال الأدب، أو السياسة، أو الاقتصاد، أو البيئة، أو القانون، وغيرها من المعاجم المتخصِّصة التي تفتقر إليها المكتبة العربية(4).
إن «معجم الاستشهادات» بكونه معجماً عاماً يهدف إلى خدمة جمهورٍ واسعٍ من المثقفين المتخصصين وغير المتخصصين ويُهيئ لهم الوقوف على ما يفيدهم في مجالات عملهم المختلفة فهو كما يقول المؤلف «مفيد على الخصوص في إعداد خطب أئمة الجوامع، ومحاضرات الأساتذة، ومرافعات المحامين، والخطب السياسية والبرلمانية، ومواد معدّي البرامج الإذاعية والتلفزية، ومقالات الصحفيين، وإنشاء الطلاب، ومؤلَّفات الكتاب الآخرين. ويوفر معجم الاستشهادات قراءة ممتعة ومطالعة شيقة لجميع المثقفين الذين يهمهم الاطلاع على خلاصات العقول وبنات الأفكار» (ص ص: 774-775).
إما إرشادات استعمال المعجم فهي في الحقيقة أكثر من إرشادات عملية إذ إنها تتناول المنهج الذي أتبعه المؤلف في جمع المادة، والزمن الذي استغرقه وما يشتمل المعجم عليه من استشهادات مختارة مما «يستشهد به الكتاب والمتحدثون قديماً وحديثاً في كتاباتهم وكلامهم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وحكم، وأمثال وقواعد وأشعار دعماً لآرائهم وأفكارهم» وقد أحسن المؤلف في تأكيده على أن هذا المعجم ? برغم ثروته الاستشهادية المنقطعة النظير ? لا يضم إلا « طرفاً متواضعاً» من تراث الاستشهادات الثر في اللغة العربية.
ويضمّ فهرس الموضوعات ما لايقل عن «1500» موضوع تقريباً رتبت ترتيباً ألفبائياً مطلقاً أي حسب ترتيب حروف كتابتها، لا حسب جذروها (ائتلاف، أب، إباء، إباحة، ابتسام الخ..).
متن المعجم
يقع متن المعجم في (742) صفحة تشتمل في مجموعها على آلاف الاستشهادات مرتَّبة حسب جذورها أولاً أو أساساً، وألفبائياً في حالة تعدُّد الاستشهادات تحت جذر واحد، فيرد مثلاً تحت مدخل (ب ل غ) البلاغة، التبليغ، المبالغ وتحت (ح و ل): الحال ? الحالة ? الحَوَل ? الحيلة ? المحال/ المستحيل.
وقد حاول المؤلف استخدام الشكل التام أو ما يراه ضرورياً من الشكل (أو الحركات) في إيراد الاستشهادات كما راعى أسلوب الإحالة عند ورود استشهادات ترتبط بموضوعات مماثلة أو مخالفة فتجد مثلاً تحت «شجاعة» إحالة إلى «الإقدام، البطولة، الجبن، الحرب، القتال» وتحت « الشح» إحالة إلى «البخل، الجود، الكرم وتحت» الرئاسة»: «انظر كذلك: الزعامة، الحكم، السلطان، السياسة، الملك»، وتحت «السكوت»: « انظر كذلك: الجواب، السرّ، السفيه، الصمت، القول، الكلام، اللسان» . ومن الجدير بالذكر أنه في مثل هذه الحالات يرتب الموضوعات ترتيباً ألفبائياً إلا في مواضع قليلة مثل ترتيب ما ورد تحت «السعي»: الشغل، العمل، الحظ.
ومن مزايا المعجم كذلك ذكر أسماء قائلي الاستشهادات إن كان من الممكن أن تعزى إلى أصحابها، او الاكتفاء ? في غيرها ? بالإشارة إلى أن «الاستشهاد» قول مأثور، مَثَل، قول سائر، أو ينسب إلى «شاعر».
وتتوافر في المعجم مزايا أو عناصر أخرى مفيدة كالإشارات الواردة بين قوسين ( ) إلى المصدر الأصلي للاستشهاد في حالات غير قليلة، أو المناسبة التي قيل فيها، وترقيم الاستشهادات في كل صفحة، و «فهرس المؤلفين» و «فهرس الألفاظ والمعاني» ، مما يسهم في تحقيق الفوائد المرجوة من المعجم.
غير أنه ? كأي عمل موسوعي آخر ? لا يخلو من ثغرات أو هفوات أو أخطاء مطبعية يمكن تلافيها في الطبعات القادمة أذكر منها ? على سبيل المثال ? بعض النماذج:
(1) افتقاره إلى الاطراد التام في استخدام الحركات في كثير من الحالات حيث يرد الاستشهادات بدون استخدامها أو الاقتصار على حركة واحدة أو ما لا يفي من الشَكْل:
- إنها بلوغ الرجل بعبارته كنه ما في قلبه مع الاحتراز عن الإيجاز المُخلّ والتطويل المُمل (56).
- إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (حديث ص 134).
- إنْ يحسدوني فإني لا ألومهم
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
(ص 132)
- إن من علامة وفاء المرء ودوام عهده حنينه إلى إخوانه وشوقه إلى أوطانه.....
(ص155)
- مَنْ راقب الناسَ ماتَ غمّاً
وفازَ باللَّذًّة الجَسور (132)
- أول عوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل.
(149)
* إذا ضمن الشرق الشبان والمستقبل فقد ضمن كل شيء وهانت عليه خسارة الحاضر وإن كانت جسيمة.
(519)
ولا أشك في أن القاسمي حريص على استخدام الحركات استخداماً تاماً قدر الإمكان لأنه يدرك ما تسببه الكتابة العربية بدون حركات من مصاعب لمن يريد أن ينطق النص المكتوب بصورة صحيحة، ولعلني لا أُتهم بالمبالغة إن قلت إن الكتابة العربية مجرّدة من الشَكْل لا تُسهم في رفع المستوى اللغوي للناطقين أو غير الناطقين باللغة العربية.
(2) يفتقر المعجم إلى الاطراد الواضح في ذكر أسماء المؤلفين/ أصحاب الاستشهادات في المتن أو الفهرس الخاص بهم إذ يلاحظ أن الأسماء ترد بذكر اللقب وحده (الشيرازي ? الأخرس ? الأخنس ? العلوي ? بيهس ? النويري الخ).
أو ذكر صيغتين أو أكثر؛ (الغزي ? الأديب الغزي - إبراهيم الغزي ? إبراهيم بن عثمان الغزي)؛ ابن جبير ? محمد بن جبير؛ ابن شهيد، ابن شهيد الأندلسي؛ ابن القيم، ابن قيم الجوزية؛ ابن زريق البغدادي، علي بن زريق البغدادي؛ إسحاق بن إبراهيم، إسحاق بن إبراهيم الموصلي؛ الأمير شكيب أرسلان، شكيب أرسلان، جميل صدقي الزهاوي، صدقي الزهاوي؛ الصفدي، صلاح الدين الصفدي، الصلاح الصفدي؛ محمد الفيتوري، محمد مفتاح الفيتوري.
وهناك أمثلة كثيرة وأغلب الظن أن سبب هذا الاضطراب يعود إلى أن الاستشهادات جمعت في مراحل مختلفة دون الالتزام بنظام موحد في ذكر الأسماء.
(3) ترد أسماء المؤلفين دون الإشارة إلى تواريخ مولدهم أو وفاتهم، ومن الواضح أن اقتران الأسماء بهذه المعلومة التاريخية ضروري في معجم كهذا وأرى أن تذكر على غرار ما جاء في المعجم العربي الأسا سي، وقد كان للمؤلف فضل كبير في إعداده مثلاً: المتنبي، أبو الطيب أحمد بن الحسين (303-354ه، 915-965م)، البياتي، عبد الوهاب (1927-1999م).
(4) يلاحظ أن المعجم، كما قلت، يمثّل مختلف العصور الأدبية بدرجات متفاوتة حسب عدد الاستشهادات المنسوبة الى قائليها، والشعر ? كما هو متوقع- هو السائد بعد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الإمام علي بن أبي طالب ويتجلى ذلك بوضوح فيما ينسب إلى شعراء العصور المختلفة كما ينعكس في الجدول المختصر التالي:
المتنبي - 300 استشهاد تقريباً
المعري- 140 استشهاد تقريباً
أبو نواس- 105 استشهاد تقريباً
الرومي -100 استشهاد تقريباً
أبو تمام-100 استشهاد تقريباً
أبو العتاهية-96
البحتري-80
بشار بن برد-80
ابو فراس الحمداني-70
جميل بثينة-50
ولكل من كثير عزة، وجرير والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة والنابغة الذبياني، وامرؤ القيس وعنترة-40 استشهاداً
زهير بن أبي سلمى-35
طرفة بن العبد-27
لبيد بن ربيعة-26
وهناك عدد كبير ممن لم يُنسب إليه إلا بيت أو بضعة أبيات.
وهذا التفاوت الواضح في قائلي الاستشهادات يثير من الناحية النظرية سؤالاً جوهرياً: كيف وقع هذا التفاوت وما هو السبب وهل من الضروري اختيار عدد كبير من الاستشهادات لأديب ما؟ لا شك في أن هناك معايير أشار إليها القاسمي في مقدمته تراعى عند اختيار أي استشهاد وقد ذكر منها الاستعمال والشيوع بغض النظر عن قيمته الفنية أو أهميته الموضوعية، ولكن ليس من اليسير البت في مدى الالتزام بالشيوع دون الاستعانة بمسح عام أو دراسة توثيقية لهذا الجانب.
(5) يلاحظ هذا التفاوت كذلك في الاستشهادات المنسوبة إلى أدباء العصر (حوالي 200 أديب أو كاتب) كما يدل الجدول المختصر المرفق:
أحمد شوقي -110
جبران خليل جبران-37
نجيب محفوظ-32
إيليا أبو ماضي-32
ميخائيل نعيمة-30
طه حسين -30
عباس محمود العقاد- 30
معروف الرصافي- 30
محمد مهدي الجواهري-26
جميل صدقي الزهاوي-23
عبد الوهاب البياتي- 20
أبو القاسم الشابي-18
نزار قباني- 14
جمال عبد الناصر - 2
حسن البنا -1
سيد قطب- 1
وفي ضوء هذه الأرقام يثار التساؤل حول تفاوت عدد الاستشهادات المنسوبة إلى قائليها.
ومما يثير التساؤل أيضاً أن المعجم يضم عدداً غير قليل من المؤلفين الأحياء أو الذين كانوا على قيد الحياة في مرحلة إعداد المعجم بالرغم من أن المؤلف نصّ على أن المعجم لا يشتمل الا نادراً على ما ينسب إلى الأحياء من الاستشهادات وأذكر من هؤلاء:
أدونيس (علي أحمد سعيد) ? جبرا إبراهيم جبرا ? جمال الغيطاني ? عبد العزيز المقالح ? عبد الكريم غلاب ? عبد الرحمن الربيعي ? عبد الرحمن منيف ? عبد الوهاب البياتي ? محمد زفزاف ? محمد الماغوط ? محمد مهدي الجواهري ? محمود درويش ? ناجي القشطيني ? نجيب محفوظ ? نازك الملائكة.
ولعل السر في هذا التفاوت يعود إلى المواد التي اعتمد عليها، وقيامه بجمع الاستشهادات في مراحل مختلفة.
(6) هناك خلط أو سهو في عزو بعض الاستشهادات أو تجنب عزوها إلى قائليها كقول زهير بن أبي سلمى في معلقته:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجّم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
وتضرى[كذا] إذا ضربتموها فتضرم
يعزوه المعجم إلى النابغة الذبياني (ص 124)
أو البيت المشهور:
ما أرانا نقول إلا معارًا
أو معاداً من قولنا مكرورا
وهو ينسب غالباً إلى كعب بن زهير، غير أن المعجم يعزوه تارة إليه (560) وأخرى إلى زهير بن أبي سلمى (ص 406).
سلام على أهل القبور الدوارس
كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة
ولم يأكلوا ما بين رطب ويابس
ينسب هذا البيتان للإمام علي بن أبي طالب ولكن المعجم يكتفي بالقول «من كتابات عربية على القبور الإسلامية في مالطا» (630).
*ومن الأبيات المنسوبة إلى «شاعر» أو المدرجة كقول مأثور مايلي:
لكل داء دواءٌ يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
ص 154 [المتنبي]
إذا ذهب العتاب فليس ود
ويبقى الود ما يبقى العتابُ
ص 397 [علي بن الجهم]
*الظلم مرتعه وخيم
ص 390 وهو من بيت ليزيد بن أفكم الثقفي:
البغي يصرع أهله والظلم مرتعه وخيمُ
- دع اللوم إن اللوم عون النوائب (ص588)، وهو لابن الرومي.
- من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا (308) وهو منسوب إلى صالح بن عبد القدوس.
- ما أشبه الليلة بالبارحة (ص 300) من بيت لطرفة بن العبد.
- وهل يُصلح العطار ما أفسد الدهر (ص 210) وهو ينسب إلى محي الدين بن عربي أو صفي الدين الحلي.
وهناك أمثلة أخرى مما يستشهد به يمكن عزوها إلى قائليها، علماً بأن المؤلف كان على حق حين ألمح إلى صعوبة عزو بعض الاستشهادات أو الأقوال إلى أصحابها، ومرد ذلك غالباً تضارب الآراء أو الروايات حول القائل.
ومن نافلة القول إن معلومة كهذه (أي عزو الاستشهاد إلى قائله) تفيد الباحثين ومن يود معرفة القائل من مستعملي المعجم، غير أن التقليد الشائع عامة هو الاكتفاء بذكر الاستشهاد دون النص على قائله.
(7) جاء في إرشادات استعمال المعجم (ص14) أنه «استُخدم القوسان ( ) لإيراد بعض التوضيحات أو ذكر مصدر الاستشهاد الأصلي، إن وجد. «
وقد وردت فعلاً توضيحات مفيدة كما ورد ذكر المصدر الأصلى في حالات يصعب تحديد عددها كالتوضيح الخاص بالحطيئة ( يهجو أمه، ص 265) أو جرير (في رثاء زوجته، ص 205) أو مصطفى كامل (كتب على تمثاله في القاهرة 703) أو الإشارة إلى مصدر قول ابن رشد (في: فصل المقال، ص 512) أو قول مصطفى لطفي المنفلوطي (في: النظرات، ص 336)، غير أن إيراد هذه الإضافات ? على ما فيها من فائدة ? لا يخضع ? كما يبدو ? لمعيار مطرد، وأشير بصفة خاصة إلى النهج غير الواضح في ذكر المصادر الأصلية، إذ تذكر المصادر حتى لمؤلف واحد يستشهد به في بعض الحالات وتهمل في حالات أخرى، فنلاحظ مثلاً مصادر مذكورة لأقوال طه حسين (ص ص: 512، 654، 665) وغير مذكورة لأقواله في مواضع أخرى ( ص ص: 354، 525، 583، 600، 601) وهناك استشهادات غير قليلة لا تقرن بذكر المصدر (عبد الكريم غلاب، ص 664)، عبد الهادي بو طالب (709)، عبد الوهاب البياتي (408، 556، 600، 721).
أضف إلى ذلك أن ذكر المصدر وحده [ابن رشد (في: فصل المقال)، طه حسين (في: ألوان)، محمد بن علي الشوكاني (في: أدب الطلب) وأمين الريحاني (في: مقالته عن الشرق والغرب) انظر هذه الأمثلة في ص 512] لا يحقق الفائدة المرجوة بدون الإشارة إلى تاريخ نشره والصفحة التي يرد فيها الاستشهاد كما لا يخفى على المؤلف وهو ? حسب علمي المحدود ? في طليعة من عُني نظرياً بدراسة معاجم الاستشهادات من المعجميين في العالم العربي.(6)
وأخيراً لابد من التأكيد على أن هذه الملاحظات وغيرها لاتقلل قط من أهمية هذا المعجم، وما يحفل به من مكونات متميزة (المقدمة، الفهارس، المتن) ولعلني لا أعدو الصواب إن قلت بأنه يمثل الحجر الأساس لمعاجم عربية مماثلة تعني بالاستشهادات العامة أو المتخصصة في مختلف الحقول.
هوامش:
(1) من منشورات القاسمي في مجال المعجمية:
- علم اللغة وصناعة المعجم. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2004. ط 3. (الطبعتان الأولى والثانية): الرياض: جامعة الرياض، 1975، 1991.
- معجم مصطلحات علم اللغة الحديث. بيروت: مكتبة لبنان، 1981 (مع آخرين).
- المعجمية العربية بين النظرية والتطبيق. بيروت: مكتبة لبنان، 2003.
- المعجم العربي الأساسي. باريس: الألكسو/ لاروس، 1989، ط2 : 1991 (المنسّق)
- مقدمة في علم المصطلح. القاهرة: مكتبة النهضة، 1988. ط 2. الطبعة الأولى: بغداد: الموسوعة الصغيرة، 1985.
- علم المصطلح: أسسه النظرية وتطبيقاته العملية. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2008.
Linguistics and Bilingual Dictionaries. Leiden: E. J. Brill, 1977, 1983.
AM AI-Kasimi, 1992, ? Is the dictionary of quotations a dictionary?
-arabization.org.ma Page 1. 1 AL-LiSSAN AL-ARABI
(2) أود أن أشير إلى عملي المشترك مع القاسمي في عدد من المشاريع ك «معجم مصطلحات علم اللغة الحديث» و»المعجم العربي الأساسي» المذكورين في أعلاه، ومشروع «صناعة المعجم العربي لغير الناطقين بالعربية، (الرباط: مكتب تنسيق التعريب، 1981) وقد لمست خلال هذا العمل المشترك من حيويته وإسهامه البارز ما يدعو إلى الإعجاب والإكبار.
(3) انظر الطبعة الأولى ص ص 52 ? 53 والطبعة الثانية (ص ص: 780-781).
(4) من الملاحظ أن ما تدرجه worldCat وهي أوسع قاعدة معلومات مكتبية من معاجم الاستشهادات المنشورة بالإنكليزية وحدها ما يزيد عن «800» معجم بينها معاجم عامة ومعاجم كثيرة متخصصة في حقل من الحقول (كالأدب والسياسة والعلوم والاقتصاد والبيئة) وعدد من المعاجم الخاصة بما يُستشهد به من أعمال شكسبير.
(5) انظر مؤلفات القاسمي المذكورة في أعلاه ودراسته بالإنكليزية المنشورة عام 1992 عن معجم الاستشهادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.