أعلنت السلطات المغربية مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن وجرح عشرات الأشخاص، بعد تنفيذ قوات الأمن صباح اليوم هجوما على مخيم أقامه شبان قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية، احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية. وموازاة مع ذلك أعلنت الأممالمتحدة بدء المحادثات بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) في مانهاست قرب نيويورك رغم تلك الأحداث. وذكرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن اثنين -هما رجل درك (قوات شبه عسكرية) وإطفائي- قتلا خلال تدخل قوات الأمن في المخيم، مضيفة أن رجل أمن ثالثا طعن وسط مدينة العيون من قبل من وصفتهم ب”المساهمين في أحداث الشغب”. ومن جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر للبوليساريو في الجزائر مقتل شخص من المحتجين وإصابة مئات آخرين. ونقلت الوكالة عن المسؤول في الجبهة محمد سالم ولد سالك قوله إن الهجوم أوقع “مئات الجرحى”، مضيفا أنه حتى بعد ظهر الاثنين كانت لا تزال هناك مجموعة من المحتجين “محاصرة” داخل المخيم “الذي دمر بالكامل”. احتجاج اجتماعي وكان بعض سكان المنطقة أقاموا المخيم في 19 أكتوبر/تشرين الأول للاحتجاج على ما وصفوه بتدهور ظروفهم المعيشية، وللمطالبة “بوظائف ومساكن”، واعتبرته لجنة مكلفة بالتنسيق مع السلطات المغربية “عملية احتجاج اجتماعية” لا تحمل أي بعد سياسي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة غير حكومية في المنطقة قولها إن المخيم كان يؤوي نحو 12 ألف شخص. وكانت عدة تقارير إعلامية أفادت بأن قوات الأمن المغربية شنت الهجوم فجرا (نحو الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش)، واستخدمت خراطيم المياه على سكان المخيم، وأن عدة سيارات إسعاف نقلت الجرحى إلى العيون. وأكد ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة العيون حمودي إكليد -في اتصال مع الجزيرة- أن المخيم تم تفكيكه باستعمال القوة المفرطة، وأن حالة التوتر انتقلت إلى مدينة العيون. وبدورها نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني قوله إن الأشخاص الذين فروا من المخيم احتجوا بعد ذلك في شوارع مدينة العيون، وأغلقوا الطرق بإحراق إطارات وحرق سيارات ورشق الشرطة بالحجارة. وذكرت السلطات المغربية في وقت سابق أن رجال الدرك والقوات المساعدة شنت الهجوم بأمر من النيابة العامة، موضحة أن العملية تهدف إلى “تفريق عصابة ترفض أن يغادر الناس المخيم بعد استفادتهم من مساعدة الدولة”. وقالت وزارة الداخلية المغربية -في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية- إنه تم خلال الهجوم اعتقال عناصر اتهمتها بممارسة “التهديد تجاه المتواجدين في المخيم”. وقال البيان إن السلطات كانت تتفاوض مع ناشطين في المخيم لكن آخرين من مثيري الشغب أجهضوا هذه الجهود، مضيفا أن السلطات تحركت بعد أن “استنفدت جميع الخيارات الممكنة لإجراء حوار جاد ومسؤول”. بدء مفاوضات وفي خضم هذه التطورات أعلنت الأممالمتحدة بدء جولة من المباحثات بين جبهة البوليساريو والمغرب اليوم الاثنين قرب نيويورك رغم هذه الأحداث. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي إنه “من المؤسف جدا أن هذه العملية والأحداث السابقة والتالية لها أثر على الأجواء التي تجري فيها هذه المحادثات”. وأضاف “إننا ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الساعات والأيام المقبلة”. ومن المقرر أن تستأنف الجولة الجديدة من المفاوضات بحضور الدولتين المجاورتين للصحراء الجزائر وموريتانيا. واعتبر ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة أحمد بوجاري -في تصريح صحفي- أن هذه الصدامات العنيفة “عمل متعمد من المغرب” لعرقلة هذه المفاوضات. وقال بوجاري إنه “عمل متعمد لعرقلة المفاوضات التي يجب أن تبدأ اليوم (الاثنين)، إنه عمل مدان ووخيم العواقب، وآمل أن يتولى مجلس الأمن بحث هذه المسألة”.