ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن قوات الأمن المشكلة من عناصر للدرك الملكي والقوات المساعدة، قامت صباح اليوم الاثنين، وتحت إشراف السلطات القضائية، وفي احترام تام للضوابط القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، بإيقاف عناصر بمخيم "كديم إيزيك" شرق مدينة العيون، كانت تمارس التهديد تجاه المتواجدين بالمخيم. وطبقا لبلاغ صادر عن وزارة الداخلية المغربية فإنه يوجد من بين هؤلاء الموقوفين من هم ذوو سوابق قضائية، وآخرون مبحوث عنهم في قضايا الحق العام، وكذا عناصر انتهازية لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية بل خططت لاستغلالها لخدمة أغراض سياسية وقف أجندة معلومة في إشارة واضحة إلى جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن المغرب. وقال بلاغ الداخلية أن تلك العناصر تعمدت، بشكل ممنهج، حجب نتائج الحوار الذي باشرته السلطات العمومية منذ أسابيع بخصوص المطالب الاجتماعية المعبر عنها، وتحوير مضامينه، وممارسة التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين بالمخيم، خاصة منهم الشيوخ والنساء والأطفال، قصد منعهم من مغادرة المخيم، أو إزالة خيامهم، وذلك في الوقت الذي تباشر فيه عملية دراسة جميع الملفات الاجتماعية والاستجابة لها حسب معايير الاستحقاق والعدالة، من قبل اللجان المشكلة من السلطة العمومية وشيوخ مختلف القبائل والمنتخبين وممثلين للمجتمع المدني. وأفاد البلاغ المغربي أن السلطات العمومية أقدمت على هذه العملية من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العامين، وضمان سلامة المواطنين، بعدما استنفدت كل محاولاتها لإرساء مقومات الحوار الجاد والمسؤول، وبعدما تجاوزت الأفعال التي قام بها الموقوفون الحد المسموح وذلك في تحد سافر للقانون. وأشار البلاغ إلى أنه سيتم تقديم مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية للعدالة فور انتهاء البحث القضائي. وفي نفس السياق أفادت وكالة الصحافةالفرنسية أن قوات الأمن المغربية، شنت صباح الاثنين هجوما على المخيم الذي أقامه محتجون قرب مدينة العيون ما تسبب في إصابة عدة أشخاص بجروح. وقال مراسل الوكالة إن قوات الأمن المغربية شنت الهجوم فجرا (نحو الساعة 00،07 ت غ) باستخدام خراطيم المياه موضحا ان عدة سيارات إسعاف نقلت الجرحى إلى العيون. وأكدت السلطات المحلية إن الهجوم شنه رجال الدرك والقوات المساعدة بأمر من السلطات القضائية وان العملية تهدف إلى "تفريق عصابة ترفض إن يغادر الناس المخيم بعد استفادتهم من مساعدة الدولة". وأضاف المصدر الصحافي الفرنسي أن السلطات المغربية قطعت يوم الأحد الماضي الطريق التي تربط بين العيون والمخيم الذي اقامه قربها سكان يحتجون على ظروف حياتهم، كما قطعت شبكة الهاتف النقال. وأعادت الوكالة إلى الأذهان أن الاف السكان بمخيم العيون احتجوا منذ 19 تشرين الاول/اكتوبر على "تدهور" ظروفهم المعيشية مطالبين "بوظائف ومساكن". وشرعت السلطات المحلية منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في ي توزيع أراض على بعض الفئات مثل الأرامل والنساء المطلقات والمسنين لكن تلك الإجراءات لم تكن كافية لإرضاء المحتجين على حد قول الوكالة الفرنسية. إلى ذلك تبدأ اليوم جولة ثالثة من المباحثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة (بوليساريو) برعاية الأممالمتحدة في "مانهاست" ضواحي نيويورك. وتجرى الجولة الجديدة من المفاوضات، بحضور ملاحظين من الدولتين المجاورتين للصحراء الجزائر وموريتانيا ونقلت وكالة أوروبا بريس الإسبانية عن مصدر مغربي في مدينة العيون قوله إن التدخل في المخيم تم تحت بإشراف السلطات القضائية وأنه جرى احترام كل الضوابط القانونية والأخلاقية واعترف المصدر بوقوع جروح في كلا الجانبين أي عناصر من المحتجين وقوات الدرك والقوات المساعدة.