4 زخات أخرى...و تتسع دوائر المهانة.!!! بقلم المختار ميمون الغرباني في خرائط مدينة الناظور••باب أوربا النافع••جغرافيا المفارقات الاجتماعية العصية على آلية الفهم والتأويل قد يجرك الخطو عابراً عاثراً أو مقيماً متثبتاً إلى محيطات واسعة لمستنقعات ظالمة تحفل بمجموع مؤشرات الفقر والعوز والاحتياج••إلى محيطات العدم الاجتماعي حيث تعبق روائح الخبز الحافي،ويتعمق الإحساس بالدنو والتردي. وينشط فيروس الاحتياج والاستياء!!! في خرائط هذه المدينة الواعدة بكل بشائر الأمل. و التي ارتبط لفظ اسمها بلعنة تنشيط الاتجار الموسع في كل أصناف المخدرات وتهمة احتراف كل صيغ التهريب...في خرائطها كثيراً ما تصادفنا أكثر من صورة واحدة دالة على اتساع دوائر التردي الاجتماعي...ابتداءً من طول طابور مواقف اليد العاملة...وانتهاءً بارتفاع تكلفة ضمان فعل العيش “الكريم” !!! في خرائط هذه المدينة الاقتصادية الصغيرة..تنتشر سيول من المتسولات و المتسولين، المعدومات والمعدومين،المحرومات والمحرومين اللذين تنهشهم مخالب وحش الاحتياج اليومي فيتعقبونك بخطابات الاستجداء سعياً إلى استمالة عطفك و طمعاً في أريحيتك...فحيثما وليت خطوك تجده أمامك يتعثر كرهاً في أشباح اجتماعية تتناسخ بصيغتي المؤنث و المذكر,, أشباح كثيراً ما تحسن عرض عاهاتها المؤقتة أو المزمنة كمؤشر عضوي من شأنه أن يبرر قدر العجز والاحتياج!!! في خرائط هذه المدينة المتهمة بالنفس البورجوازي يرقد قدر الفقر اللعين الذي صبّ على شريحة الكادحين والمعدومين المغلوبين على وضعهم المرشح يوماً بعد يوم، لاعتلاء أقصى مراقي سلم الانهيار الاجتماعي في غياب خطة تنموية اجتماعية شاملة تدعم قيمة التكافل وترعى ثابت التضامن!!! تزداد روائح التردي الاجتماعي تصاعداً إذ تستقر لعنة الاحتياج جنب أحلام الأطفال فتحولها إلى كوابيس مرعبة..أطفال في عمر أزهار المدرسة المغربية يصارعون غول قدر فقر أسرهم المغلوبة على وضعها الشاحب الهشيم..يتجرعون على قارعة الرصيف مرارة زمن تناسل مظاهر التفكك الأسري!!! أطفال قيّدهم الاحتياج المقذع منذ نعومة أظافرهم.حرمهم من أناشيد الطفولة وفصول المدرسة.وأجبرهم على احتراف مهن رخيصة غلباً,,وتحت هاجس يومي يكمن في لزوم ضمان لقمة العيش و سعياً لإعانة ذويهم من ذوي عاهات الفقر اللعين..أطفال أبرياء على غير صورة الأطفال المحظوظين اجتماعياً، يستيقظون صباحاً ليتوزعوا عبر جغرافيا المدينة على ورشات عملهم اليومي المنحط الرخيص..فمنهم من يقصد المقاهي والمطاعم ليقضي جل يومه في تنظيف الكؤوس والصحون والأواني تحت فيض من الكلام الساخر المهين لرئيسه الذي يفرغ فيه شحنة أعصابه..ومنهم من يتمرغ في نفايات ورشات الميكانيكا وباقي الصناعات الخفيفة المرتبطة بالسيارات كالصباغة والتشحيم أو بتلك ذات العلاقة بورشات الخشب والحديد..ومنهم من يركب سبيلاً وعراً.إذ يختار له قدره الجارح انحناءة ماسحي الأحذية أو دهشة بائعي السجائر..ومنهم من يجد نفسه منذ صرخة الميلاد الأولى في فوهة حريق اجتماعي مهول..يجد نفسه يكتسب بالفطرة و منذ دفئ الرضاعة ديباجة الاستجداء والتشكي..ومواويل التسول و الاسترحام!!! أن نرضى لمدينتنا الوديعة بأن تتربى طفولتها البريئة في مستنقعات اجتماعية ذات صلة بالفقر والاحتياج..ونصمت على فعل هجرانها غلباً وكرهاً لمقاعد “مدارسنا الحلوة”..أن نرضى بكل هذا العار الاجتماعي لطفولتنا البريئة معناه أننا نرشح المدينة و الإنسان معاً ومستقبلا، لسفر جحيمي نحو سراديب لا حداثية ظالمة!!! سلسلة غيوم بلادي : 1 أحلم بريف كبير... 2 البرزخ ما بين وقفتين ببناية نيابة وزارة التربية الوطنية !!! (3) ما أحوج الريف التربوي إلى طائر دينامية الّلجان النيابية..!!!