أقامت مجموعة من الهيئات المدنية والثقافية المختلفة من داخل الريف وهولندا مساء أمس السبت 07 فبراير2015 بمقر مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا، أمسية تراثية وتاريخية شارك خلالها ثلة من الكتاب والمهتمين والباحثين، الذين قدموا لمحة عن التراث الثقافي والتاريخي بشقيه المادي وغير المادي، كما تم عرض شريط فيديو يوثق للجولات والزيارات الميدانية الى المواقع التاريخية والطبيعية. افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية من اللجنة التنظيمية المكونة من ثلاث هيئات ( نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، مؤسسة بادس بهولندا، صوت الشباب المغربي بهولندا) القاها السيد راني القدوري، حيث رحب بالحضور وتحدث عن السياق الذي جاء فيه تنظيم هذه الأمسية التراثية، موضحا أن الأمر يتعلق بمبادرة جاءت من طرف مجموعة من الشباب ينشط عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" رغبة منهم في معرفة تاريخهم وتراثهم الثقافي، وكذا التهديدات والمخاطر المتزايدة التي باتت تحدق بتراثهم التاريخي. وبدوره قدم السيد أشرف بلعلي رئيس نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، عرضا غنيا معززا بالصور والمعطيات التاريخية أبرز من خلاله أنماط التراث الثقافي المادي الذي يزخر به الريف، وذلك وفق أربعة محاور رئيسية: [التراث التاريخي والاثري/ المعمار الريفي التقليدي/ التراث العبراني بالريف/ التراث الديني/الصوفي] كما ركز في عرضه حول أهمية التراث الثقافي وحمايته، عبر تنبيههم وتوعيتهم بالمخاطر التي تهدده بالزوال والاندثار وبضرورة رد الاعتبار اليه من أجل نقله الى الاجيال القادمة والمستقبلية وأن مسؤولية الاضطلاع بهذه المهمة تقع على عاتق جميع الافراد والقطاعات الوصية والمجتمع المدني والاعلام. مبرزا الدور المشهود للنادي منذ إنشاءه سنة 2012 في تعزيز الحس والوعي التراثي لدى الناشئة وكذا الجهود الدؤوبة لنشر التراث الثقافي والتاريخي خارج الريف، وخلق إطار للتواصل ما بين الإطارات في الداخل والخارج. بعد الانتهاء من العرض الاول كان موعد الحاضرين مع استراحة شاي، ليتم بعد ذلك عرض الشريط الوثائقي القصير الذي جاء نتيجة ثمرة عمل مشترك بين النادي ومؤسسة بادس يوثق للخرجات الميدانية الى عدد من المباني التاريخية والمواقع الاثرية والطبيعية. بعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد امحمد العبدوني، لتقديم عمله الجديد وشرح الخطوط العريضة لكتابه الذي حمل إسم " عبد الكريم الخطابي والجمهورية الريفية Abelkrim El khattabi & de Riffijnse Republiek" وهو عبارة عن سيرة ذاتية للبطل التاريخي محمد بن عبد الكريم الخطابي، ويتناول فيه أيضا الاطماع الأوروبية بالمغرب وضعف المخزن في المحافظة على وحدة التراب المغربي، وكذا أسباب قيام وسقوط الجمهورية الريفية، كما تطرق الى حياة الزعيم الخطابي في المنفى بجزيرة لارينيون وحياته المدنية في ما يتعلق بالعدل والنظام التعليمي والبنية التحتية وبنية الجمهورية الريفية. وفي الأخير أعطيت الكلمة للكاتب والباحث الشاب خالد موريغ، المتخصص في اللسانيات لتقديم إصداره الجديد المتعلق بالشعر الامازيغي الريفي وتحليل وإلقاء بعض الابيات الشعرية من كتابه الصادر مؤخرا الموسوم ب " إزران إزران Izran Izran " كما تحدث في معرض مداخلته عن دور الشعر في حياة الريفيين، والادوار الذي اضطلع بها عبر التاريخ. وتجدر الإشارة الى أن خالد حصل مؤخرا على شهادة الدكتوراه وبامتياز من جامعة ليدن Universiteit Leiden في اللسانيات وكان موضوع الاطروحة" غمارة و الامازيغية الغمارية". تعليق