بمناسبة اليوم الأممي للمرأة وتحت شعار "مساهمة المرأة الريفية في صون التراث بالريف"، نظم نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف مساء يوم الأحد 10مارس 2013 بقرية الأطفالSOS بإمزورن ندوة وطنية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. بهدف تسليط الضوء بمناسبة العيد العالمي للمرأة على الجهود المبذولة والتي بذلتها المرأة لأجل حماية تراث منطقة الريف والنهوض به ونقشه في الذاكرة التاريخية للاجيال القادمة وكذا إبراز إسهامات المتميزة في حماية وصون التراث الريفي في شقيه المادي والغير المادي وكذا الوقوف عند مكنونة إبداعاتها في حياتها اليومية التي هدفت من خلالها بقصد أو بغيره إلى الحفاظ على حمولة تراث الريف. وفي الكلمة التوجهية، أشار رئيس نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، السيد أشرف بلعلي إلى سياق تخليد هذا العيد الاممي، مبرزا دور النادي في المساهمة على نشر العلم والثقافة والمعرفة، وقيم التسامح والسلم والتآخي، وتخليد المناسبات الدولية (ذات الصلة بمنظمة اليونسكو) وكذا الدفاع عن حقوق المرأة وتشجيعها على المبادرة، وهذا ما ترسخه القيم النبيلة التي أنشأ عليها هذا النادي الفتي، و الاعتقاد الراسخ بمثل منظمة اليونسكو كما هي واردة في الميثاق التأسيسي للمنظمة، والالتزام التام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما عبر من خلال كلمته على أهمية هاته الندوة الوطنية الهامة، من أجل الاحتفاء والاعتراف بالمرأة الريفية المبدعة، ومربية الاجيال التي تستحق عن جدارة كل تكريم وتقدير وإمتنان. وكذلك تقديرا لفنها وإبداعها ومساهماتها ونضالاتها، وكذلك اعترافا صادقا لفضلها وعطاءها في مجال حماية التراث الثقافي. والتي أثّث دائما وعبر عقود طويلة من الزمن، محيطنا بأعمالها الاجتماعية والانسانية، وبفنونها التعبيرية، وكذا أعمالها التراثية الراقية التي عكست ولا تزال عمق الموروث الثقافي المتميّز لبلاد الريف. كما سلط الضوء على الجذور التاريخية لهاذا اليوم الخالد في الذاكرة النسائية خصوصا كما أكد على الأدوار الطلائعية للمرأة الريفية في مختلف المجالات الحياتية ولقد أشرنا من خلال هذه الكلمة المقتضبة كذلك إلى أهمية هذا اليوم ورمزية، كما جددنا تحياتنا وتشكراتنا للحضور الوازن والنوعي الذي شهدته القاعة الذي هو لدليل قاطع على مكانة المرأة في مجتمعنا والذي ميزه حضور أسماء وازنة في عالم الفن والتمثيل والإعلام وكذا مناضلات يذاع لهن الصيت في الحركة النسائي بالمغرب. وفي لكمة له بالمناسبة وجة السيد هاني مرزوق مدير قرية الأطفال sos تحية وتقدير إلى كل أمهات ونساء العالم بمناسبة يومهن العالمي وأشاد بالعمل والمجهود المتواصل والدؤوب لمربيات أمهات الأطفال بالقرية كما عبر عن امتنانه بتنظيم مثل هكذا نشاط في حضن المؤسسة خصوصا وسط الحضور المكثف لأمهات ومربيات الأطفال بهذا الفضاء الإجتماعي التربوي كما جدد تأكيده على إنفتاح المركز على كل المبادرات الهادفة. الأستاذة والناشطة الجمعوية فاطمة الزهراء الوزاني التي ساهمت بمداخلة في موضوع “مساهمة المرأة الريفية في حماية التراث: المرأة اليطفطية نموذجا”، أبرزة من خلالها قيم التعاون “التويزا” التي لازالت منحوتة في ادب أهلي المنطقة تطرقة وكذا مختلف مساهمات نساء بني يطفت في الحفاظ عل الكنوز المتنوعة لتراث المنطقة ومظاهرها والتي منها الحفاظ على الأطباق وجميع الأكلات المميزة للمنطقة وكذا مايميز حفلات المواسم من عادات وتقاليد وما يوازيها من اعتقادات راسخة، كما أبرزت سر محافظة المرأة بالمنطقة على اللباس التقليد الذي يلبس للعروس. وبدورها فالأستاذة والصحفية الإعلامية القديرة بإذاعة الحسيمة الجهوية سهام الحوزي تطرقت من خلال مداخلتها إلى المساهمة الإعلامية للمرأة الريفية في حفظ الذاكرة التراثية للريف حيث أكدت من خلال تجربتها الإعلامية على الدور البارز والفعال للإعلام في إستدامة التراث وحمايته من خلال تزييها للأواني الفخارية والأوشم التي كانت توشم بها وجهها كما أشارت إلى أن المرأة الريفية حملت منذ القدم مشعل الإعلام مستدلة في ذلك بشخصية المجاهدة مغنية أيث علي التي كانت تحمل الرسائل من المجاهد مولاي موحند إلى القائد عدنان بميضار. ولقد عالجت مداخلة الأستاذة والحقوقية سميرة موحيا الحيف والمعاناة التي تعيشها المرأة في مجتمع أبيسي يسوده العنف والميز ضد المرأة كما لم تفوت المناسبة للتذكير بالذكرى الأولى للحادثة الأليمة للإنتحار القاصر أمينة الفيلالي يوم 10 مارس من السنة الماضية بالعرائش والتي خلقت حدثا إشكالا حقوقيا وقانونيا بالمغرب. هذا وقد تطرقت الأستاذة وافية العنصور عضوة نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف تجليات ومظاهر مساهمة المراة الريفية في حماية وصون تراث الريف المادي عبر إبداعاتها المختلفة في منتوجات الصناعة التقيدية من منتوجات الفخار والدوم، واللامادي المتمثل في تراث شفهي سردي تناقلته المرأة الريفية بانفراد جيل عن جيل. وختما وبعد عرض لوحات فنية رائعة من الشعر الريفي “إزران” جرى تكريم وجوه نسائية لامعة في حقل الصحافة والإعلام الذي مثلته الإعلامية المقتدرة بالإذاعة الوطنية الأمازيغية أمينة شوعى وكذا الفنانة الذاكرة والممثلة الويزة بوسطاش وصاحبة الأنامل الذهبية مطوعة الفخار ومبدعة الأواني الخزفية بإدردوشن خاشي تميمونت.