في هدوء تام وراحة لا منتهية، ساهم فيها بشكل كبير إنعدام أية شبكة للطرق تؤدي إلى جزء كبير من جغرافيا طبيعية شمال حدود مليلية، تزخرفها عدة شواطئ رملية وصخرية غاية في الجمال والروعة الطبيعية الخلابة التي تثلج روح السواح. كل الزوار من يقصد المنطقة ، يخرجون من مليلية في زوارق بيضاء تضفي جمالا أكثر على الشواطى الرائعة التي يجدون فيها متعة لاتتوفر في شواطئ المدينة رغم كل التجهيزات والمعدات والحانات المتنوعة على طول الكورنيش الذي ينتهي عند حدود المدينة الجنوبية مع بلدية آث انصار. ففي بعض الأمكنة من هذه الجغرافيا الرائعة مثل المكان المسمى ” كارا بلانكا ” لا يمكن الإنتقال من شاطئ إلى آخر إلا باستعمال الزوارق كون جغرافية الأرض تحد مع المياه بعلو يصل أحيانا إلى مائة متر ، وهذا يبقي الناظر إليه واقفا يرسم ملامح حلم دام ملايين السنين بريشة التصادم المائي مع الجبال الصخرية الذي يعتبر أجمل رسام لأروع رسومات بدأت واستمرت ومازالت وستبقى ، وقد تشاهد الأجيال القادمة غير ما نشاهده نحن اليوم من جمالية المناظر الطبيعية. أما الأيام التي تشهد رياح شرقية معتدلة، فحتى هي تستغل من قبل السواح الإسبان، من خلال الإبحار على طول هذه الجغرافيا الخلابة بعشرات الزوارق الشراعية المختلفة النوعية والأحجام للترفيه والإستكشاف والإثارة، ولا أنسى الإشارة إلى أن شهر رمضان الذي لا يقصد فيه البحر كل سكان القرى المجاورة ماعدا بعض هواة الصيد بالصنارة والخيط، هو أيضا ساهم في مساحة فراغ متوسطة استغلها الإسبان لإفراغ كل الكبوات الغرائزية والأنشطة العائلية من أعياد الميلاد والزواج وووو…إلخ، وهذا نظرا وللأسف الشديد كون بعض وأحيانا جل تصرفاتنا في مثل هذه الأماكن تنم عن أننا نعيش حياة الآخرين أكثر مما نعيش حياتنا، ومع ذلك فروعة المكان تعوض عن كل شيئ، فأينما كانت الإيجابيات كانت السلبيات والعكس صحيح.