الفوضى التي يتسم بها سوق الدريوش الأسبوعي لا مثيل لها، بالخصوص بموقع بيع الخضر والفواكه والأسماك..فهذا المكان يعرف ازدحاما شديدا خاصة هذه الأيام مع عودة أفراد الجالية المغربية بالخارج، ويزيد الطين بلة عشوائية الأروقة التي تعرض فيها البضائع، ويحصل تداخل وتمازج بين عدد من المواد والسلع المعروضة للبيع، ما يثير عدد من الأسئلة حول هذا العبث، والبضائع المعروضة تفتقد للمراقبة من طرف الجهات المسؤولة، والدليل على ذلك وجود مواد غذائية معروضة رفقة مواد سامة مثل المبيدات الحشرية والمبيدات ذات الاستعمال الفلاحي، والتي يحذر المختصون من عدم وضعها بالقرب من المواد التي تستهلك من قبل الإنسان، والأكثر من هذا كله نجد الخبز يباع في وضع غير صحي بالمرة، علما بأنه يباع بالقرب من نقطة بيع المواشي، والغبار يتناثر عليه من كل جانب بينما لمسه بأيدي متسخة وعرضه للبيع في سيارات وعربات متسخة يطرح أكثر من سؤال عن غياب الوعي عند المتسوقين، و عن تجاهل المسألة من قبل المسؤولين، ونعرج قليلا الى مكان بيع السمك، حيث الروائح النتنة تزكم الأنوف وتخنق الأنفاس، والحرارة هذه الأيام تجعل السمك فاسدا وغير صالح للإستهلاك ولكن من ياترى سيضع حدا لهذا الخطر المحدق بصحة المواطنين؟بجانب السمك تباع الدواجن، وتذبح وتسلخ في الموقع نفسه في ظروف تفنقد الى أبسط شروط الوقاية والسلامة، وإطلالة على إناء الماء الساخن الذي يلجه الدجاج قبل ترييشه تعطيك صورة واضحة عن التلوث الحاصل، فهذا الإناء يتم تسخينه فوق قنينة غاز ويوضع فيه الديك بعد ذبحه ، وتتكرر العملية حتى نهاية العمل، ما يجعل الماء يتغير لونه بالأوساخ الملتصقة بالدجاج وبدماء الذبح وبالتالي يصير ملوثا وغير صحي.ونجد مواد عديدة تعرض في ظروف غير صحية، وتغيب عنها أبسط شروط الوقاية والسلامة الصحية، منها اللحوم الحمراء التي لا يقل وضعها خطورة عن السمك والدواجن، وارتأينا أن نسوق الأمثلة السالف ذكرها تنويرا للراي العام، وتحذيرا من مغبة ما قد ينتج عن تصرفات وسلوكات خطيرة لبعض الباعة، وهؤلاء لا يهمهم سوى الربح لا غير، و لا ينتبه لهذه السلوكات الخطيرة معضم المواطنين، والإشارة إليها كذلك تذكير للجهات المعنية التي يجب عليها أن تتحرك في اقرب الآجال لوضع حد لما يجري بسوق الدريوش، وهنا نؤكد على أن السلطات والجهات المعنية وأعني هنا بلدية الدريوش، والمركز الصحي والطبيب البيطري، كلهم مقصرون ويتحملون المسؤولية في تنامي ظواهر خطيرة وتفشيها بشكل مخيف في سوق السبت، الذي يفد عليه المئات من المواطنين، وهذا ما يحتم على من يعنيهم الأمر، وضع خطة استعجالية لمعالجة الوضعية الكارثية للسوق الأسبوعي، الذي يعد من المواقع التي تعرف تجمع حشود كبيرة من المواطنين، وهذا ما يستلزم توفير جميع الشروط الصحية والوقائية، حتى تمر الأمور بشكل جيد، ويجب كذلك توفير الأمن، وهنا نشير الى أن اللصوص والمنحرفين يشكلون خطرا على الباعة والمشترين، وعديدة هي الحالات التي تعرض فيها متسوقون للسلب والضرب أيضا من قبل اللصوص، ويحدث هذا أمام الملأ من دون أن يحرك أحد ساكنا، وأما النساء والفتيات فيتعرضن الى مضايقات شتى، حيث تداس كرامتهن وتهان من طرف عديمي المروؤة والأخلاق، وقد تفشت ظاهرة ملاحقة الفتيات بشكل مقلق ومخيف، وهذا ما دفع بالعديد من الأسر بمنع بناتهن من ارتياد السوق خوفا عليهن من ذئاب بشرية تقصد السوق لغرض ملاحقة الفتيات واعتراض سبيلهن.لقد بات الوضع مقلقا والحال يسيئ من يوم لآخر بسوق الدريوش، والظواهر المشينة تتناسل بسرعة، وحتى لا يتفاقم الوضع أكثر، على من يهمهم الأمر التحرك عاجلا لتقليص معاناة المواطنين مع سوق الدريوش، وإعادة الإعتبار لهذا التجمع الأسبوعي الذي فقد الكثير من مقوماته.