تعرضت مجموعة من الصيدليات بمنطقتي بني نصار وبوعرك بمدينة الناظور، في الأيام القليلة الماضية، لعمليات سرقة وسطو استهدفت أموالا مهمة وأنواعا مختلفة من الأدوية، بعضها يصنف خطرا، عند أي سوء استعمال أو جهل بالمقادير المعمول بها. واستنادا إلى ما أفاد به مصدر مطلع من المنطقة، فإن مجهولين اقتحموا، في الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، صيدلية ببني نصار، واستولوا، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، على كل ما في الخزينة من نقود، قبل أن يلوذوا بالفرار، ولم يكد يمر يومان، حتى عاد شخص آخر، وهاجم الصيدلية، التي كانت توجد بها، لحظة العملية، مستخدمة واحدة، وعندما حاولت الأخيرة منعه من السطو على الخزينة من جديد، وجه إليها طعنة بسكين في يدها، تسبب في جرح غائر ونزيف دموي حاد، استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات والإسعافات الأولية، فيما عمد الظنين إلى سرقة الخزينة بما فيها، وكمية من الأدوية. وكشف العلا لي محمد أمين، صيدلي ونائب رئيس النقابة الجهوية لصيادلة الناظور، أن المتهم عمد إلى سرقة مبلغ مالي مهم، وسطا على كمية من الأدوية، مشيرا إلى أن عددا من الصيادلة أصبحوا يعيشون في أجواء من الرعب والهلع، وذلك مع تعدد السرقات بالعنف على صيدليات المنطقة. وقبل أيام قليلة، هاجم لصوص مجهولون صيدلية أخرى بجماعة بوعرك في الساعة الثالثة صباحا، وسطوا على أدوية من أنواع مختلفة، إضافة إلى أموال الخزينة، وذلك بعدما كسروا زجاج نافذة المرحاض، واقتلعوا قضبانا حديدية، لينفذوا إلى الداخل. وأشار العلالي إلى أن السلطات المختصة قامت بدورها الإيجابي، سواء الدرك الملكي (بجماعة بوعرك) أو الأمن الوطني، (منطقة بني نصار)، إذ انتقلوا على وجه السرعة إلى مكان السرقة، ورفعوا البصمات، كما أنجزوا محاضر المعاينة والاستماع إلى أرباب الصيدليات المستهدفة وبعض الشهود والحراس الليليين، لكنه طالب الجهات المركزية بتوفير المزيد من الأمن، بتزويد مصالحها بالإمكانيات اللوجستية اللازمة، مع رفع عدد العناصر الأمنية والدركية لعدم تكرار ما جرى، خصوصا أن مدينة الناظور مقبلة على العمل بنظام الصيدليات الليلية. واستنكر نائب رئيس النقابة الجهوية ارتفاع عمليات السرقة هذه، وحذر من خطورة استعمال بعض الأدوية المسروقة، التي تروج أخبار أنها تباع في الأسواق الشعبية والجوطيات، من بينها أدوية لا تسلم إلى المرضى دون إدلائهم بوصفات من الطبيب المعالج، وأخرى لا يمكن استعمالها دون الحصول على نصيحة الصيدلي المختص. و وجه العلالي نداء إلى المواطنين لتفادي استعمال هذه الأدوية، مؤكدا أنها يمكن أن تتحول إلى سموم نتيجة سوء الاستعمال أو الجهل بالمقادير أو تأثيرات الطقس، كما حث الجهات الوصية على قطاع الصحة بالمدينة على إصدار بلاغ لتحذير المواطنين من خطورة استعمال الأدوية المسروقة بدون وصفة طبية أو نصيحة من الصيدلي، مشيرا إلى أن من بين الأدوية المسروقة حبوب مهلوسة خاصة بالأمراض العصبية والعقلية ومهيجات جنسية، وأخرى يحتفظ بها في درجات حرارة معينة، مثل الأنسولين ومشتقات الدم والهرمونات، وفي أي إخلال بذلك، يمكن أن تتحول إلى سم قاتل. وطالب المتحدث نفسه بمضاعفة الجهود، خصوصا مع قرب إغلاق المستودع وبداية العمل بالصيدليات الليلية، على غرار جميع المدن المغربية، في نهاية السنة، كما نبه إلى وجود صيدليات أخرى خارج المدار الحضري للمدينة، تعتبر في أمس الحاجة إلى الأمن.