اضحى من العادي أن تعرف مدننا المغربية ومنها مدينة الحسيمة ، حراكا منقطع النظير بمناسبة اقتراب أي زيارة ملكية ميمونة ، وما يصاحب ذلك من ترميمات وتزيينات تضفي على المدينة رونقا وجمالا اضافيين ، وهذا ما يثير الغبطة والسعادة بلا شك. غير أن المؤسف في الامر هو الهدر وسوء التسيير بل وسوء التدبير والتنسيق بين مختلف المصالح ومؤسسات الدولة عندنا ، وهذا ما يكلف الدولة أموالا هي في امس الحاجة اليها ، أو يفوت عليها اموالا تعينها على تحمل نفقات في وقت يتخوف فيه الجميع وينذر بتنامي الأزمة واستفحالها. كثيرا ما يستفزنا بدأ أشغال في شوارع لم يمر على تزفيتها أو تبليطها الا أشهر قليلة ، في الوقت الذي تعرف فيه شوارع وأحياء أخرى حرمانا من هذه الخدمات… اليس من المخجل ان يتم اعادة الاشغال في شارع أو حي ما، مرة بحجة اعادة انابيب الماء الصالح للشرب ومرات بحجة انابيب الواد الحار ومرات خطوط الكهرباء او خطوط الاتصالات.. كما تفعله هذه الايام شركة اتصالات المغرب بحي الخزامى والحي الجديد (انظر الصور) من اشغال حفر لشوارع لم يمض على تزفيتها بضع اشهر.علما أن تكاليف الحفر في مثل هذه الأزقة تكلف المواطن البسيط الراغب في ربط منزله بقنوات الماء أو واد الحار ما بين 250 درهم و 360 درهما للمتر الواحد دون احتساب 25 في المائة من تكاليف الاصلاح زد على ذلك مصاريف استغلال الملك العمومي.. اليس من الاحرى التنسيق بين مختلف المصالح والمجالس المنتخبة من اجل اعداد برنامج عمل موحد ومتقن . حتما سيساهم في التخفيف من النفقات ويكون العمل اكثر جودة واتقانا بعيدا عن الارتجالية والتخبط واللامبالاة التي تنتج عنها اخطاء لاتظهر الا بعد انتهاء الاشغال… حتى اذا لم يكن يهم هذه المؤسسات المعنية جانب الجودة والتكلفة المالية ، فلينظروا الى ما يسببونه من ازعاج للساكنة وللأضرار التي قد تنتج جراء هذه الاشغال التي تفتقد في كثير من الاحيان لجانب حماية المواطن (المستهلك) والاطفال الذين يلعبون نتمنى أن يتفهم مسؤولو هذا البلد ان توحيد الجهود وحسن التنسيق والتدبير سيساهم بشكل كبير في رقي البلد وازدهاره ، وهذا لن يتأتى الا بقليل من المسؤولية والجدية وكثير من الحس الوطني .