لاشك أن كل فتاة تحلم منذ نعومة أظافرها بأن يكون لديها عروسة لعبة من البلاستيك تدللها وتحتويها، وكذلك كل شاب يترعرع على أمل أن يصبح رجلاً يتحمل المسئولية ويشعر باحتياج الآخرين له، وهذه المشاعر بثها الله عز وجل داخل الإنسان دون يد له فيها، ويشعر كل من الأم والأب بالصدمة حين يأتي الوقت ويضيع الأمل فالرجل يلقب زوجاً دون أب والفتاة تلقب زوجة دون أم، وقد تكون هناك كثير من المشاكل التي تعوق أو تؤخر عملية الإنجاب. ومن بين هذه المشاكل، توصل فريق من الباحثين الاسكتلنديين إلي دليل علمي يؤكد علاقة زيادة الوزن بتأخر الإخصاب، مؤكدين أن ارتفاع قيم معامل الكتلة للجسم، ارتبط بتراجع حجم السائل المنوي عند الرجال وزيادة إنتاج الجسم لحيوانات منوية غير طبيعية، تعاني من خلل ما. وأشار الدكتور أغياث الشايب المختص من جامعة أبردين الاسكتلندية، إلى أنه يوجد فروق واضحة في نتائج تركيز الحيوانات المنوية بين المجموعات المشاركة، كما اتضح أن نتائج التحليل عند الرجال في المجموعة الثانية، والذين تمتعوا بأوزان مثالية، أظهرت أن حجم السائل المنوي كان لديهم أكبر، مقارنة مع المشاركين الآخرين. وأوضحت الدراسة أنه قد يتوجب على الرجال البدناء الذين يرغبون بإنجاب الأطفال، خفض أوزانهم قبيل السعي إلى ذلك بهدف زيادة فرص حدوث الحمل عند الزوجات، ليحققوا بذلك حلمهم في أن يصبحوا آباء، طبقاً لما ورد “بالوكالة العربية السورية”. وخلصت الدراسة إلى أن خطر البدانة لا يقتصر فقط علي الأوعية الدموية للقلب، ولكن الضرر يصيب أيضاً الأوعية الدموية للعضو الذكري، ويتسبب بضعف الانتصاب والخلل في نشاط القناة البولية. وفي نفس الصدد، كان هناك الاعتقاد السائد بين الأطباء أن البدانة سبب أساسي في عدم قدرة الزوجين علي حدوث الإخصاب وتأخر الحمل, إلا أن هذا الاعتقاد كان ينقصه الإثبات, وتقدم الدراسة الجديدة أول دليل علمي يؤكد تأثير البدانة علي نوعية البويضات. وأشارت الدكتورة كادينس مينج أستاذ الصحة الانجابية بمركز أبحاث جامعة أديليد، إلى أنها توصلت من خلال تجاربها إلي طريقة لمقاومة التأثيرات السلبية للبدانة علي البويضات وتمكينها من الاستمرار في النمو وتكوين أجنة صحيحة, حيث أكدت نتائج أبحاثهاعلي الفئران أن الإكثار من تناول الوجبات المشبعة بالدهن يدمر البويضات المخزنة في مبيض الأنثي ويجعلها عند إخصابها غير قادرة علي تحمل التطور والنمو الطبيعي إلي أجنة أصحاء. واكتشفت مينج أنه يوجد بروتين في الخلايا المحيطة بالبويضات يسمي “بيروكسي سوم بروليفيريتور المحفز بمستقبل جاما” يقوم بدعم وتغذية البويضات, وأنه يلعب دوراً رئيسياً في العقم بسبب نوعية الغذاء، كما أنها وجدت أن سلوك هذا البروتين هو الذي يحدد طريقة استجابة البويضات للدهون، ولذلك يساعد التحكم فيه والسيطرة عليه في مقاومة العقم الناتج عن زيادة محتوي الغذاء من الدهن. وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعد بداية حقيقية للفهم العلمي الذي يؤدي فيما بعد لحل علمي لمشكلة ضعف التبويض لدي البدينات, كما إنها يمكن أن تسمح للمرأة بتعظيم احتمالات حدوث الإخصاب والحمل الصحي. أما عن علاقة السمنة في الجماع، يؤكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد الصماء والسكر والسمنة بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، أن السمنة لا تؤثر على الجماع إلا في بعض الحالات التي تكون فيها السمنة مصاحبة لتأثيرات على هرمون الذكورة ، وفي هذه الحالة يمكن أن تؤثر على الجماع ولكنها في حالات خاصة جداً. سن الرجل يؤثر على خصوبته وأظهرت دراسة علمية حديثة أن الرجل قد يعاني من ضعف الخصوبة عند تقدمه في السن كالمرأة تماماً، ويحتاج إلى الانتظار لوقت أطول قبل أن يتمكن من إنجاب الأطفال. فقد وجد الباحثون أن الساعة البيولوجية للرجل مبرمجة بنفس الطريقة كما هي عند المرأة، وهو عكس الاعتقاد السائد بأن الرجال قادرون على الإنجاب حتى الوفاة، فمن الناحية النظرية على الأقل بينما تواجه المرأة مشكلات أكثر في الخصوبة كلما تقدمت في السن. ويعزو الباحثون سبب ذلك الى وجود صلة بين عمر الرجل واضمحلال الحامض النووي “دي ان ايه” بالحيوانات المنوية والتي تتسبب في تجزئته، واضافوا أن الحيوانات المنوية التي درسوها تظهر ان عينات كثيرة اخذت من الرجال الذين تزيد اعمارهم عن 40 تتسم بعيوب قد تسبب الاجهاض. ونبه العلماء إلى أن المرأة تتأخر في الحمل كلما كان شريك حياتها في الخامسة والأربعين فما فوق، لأن تجاوز الرجل لهذه السن يقلل فرص حمل زوجته بحوالي خمس مرات عن المعدل الطبيعي، مع آخذ عوامل أخرى كسن المرأة وعدد مرات الجماع وغيرها، مما يدل على أن السن لا يتحكم بخصوبة النساء فقط، بل يعاني الرجال أيضاً من نفس التأثير النحافة أيضاً تسبب العقم دائماً ما نسمع ما للبدانة من تأثير سلبي على الإنسان دون التطرق إلي الجانب الآخر ألا وهو النحافة، وأظهرت دراسة حديثة أن السيدات النحيفات هن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات فى الخصوبة قد تؤدى بهن إلى العقم. ووجد الباحثون أن للنحافة كما للبدانة جوانب سلبية متعددة، فتناول أغذية قليلة الدسم باستمرار مع ممارسة تمارين رياضية بصورة ثابتة قد يؤثر على قدرة المرأة على الحمل حتى وإن ظهرت بكامل صحتها وقوتها. وحذر هؤلاء من أن فقدان مقدار صغير من الوزن قد يضع السيدات النحيفات فى خانة العقم، موضحين أن الوزن الزائد وكذلك الوزن المنخفض الذى يقل كثيراً عن الطبيعى قد يؤثر على فرص المرأة فى الحمل والإنجاب حيث يؤثر نقص كميات الدهون فى الجسم فى خطر الاصابة بضعف الخصوبة. وتأتي الفتاة في سن ما قبل الحيض ويتجاوز طولها الخمسة أقدام ليكون وزنها على الأقل 41 كيلوجرام لتتمكن من الحمل مستقبلاً، أما الفتاة في العشرينيات من العمر ويتجاوز طولها أيضاً الخمسة أقدام فيجب أن يزيد وزنها على 46 كيلوجرام لتستمر لديها عمليات الإباضة. والحمل الناجح يحتاج إلى حوالي 50 ألف سعر حراري، وهو مقدار أكبر من متطلبات الأيض العادية، وإذا لم يملك الجسم هذه السعرات الضرورية ستتعطل القدرة على الإنجاب. ويؤكد علماء الصحة على أن التغذية الجيدة تلعب دوراً مهماً في المحافظة على الصحة الإنجابية للمرأة.