إستفاقت سكانة قرية أنفكو بجبال الأطلس المتوسط أمس الأحد على ذوي فاجعة إنتقال روح رضيعين إلى بارئها، لتتكرر الفاجعة صباح اليوم الإثنين بوفاة الرضيع الثالث في حضن قساوة البرد الشديدة التدني بسبب سقوط مستوى غير قليل من الثلوج بالمنطقة المعروفة بتساقطها، كما غطت الثلوج العديد من المناطق الأخرى أواسط الأسبوع المنصرم. الفاجعة الأليمة والتي عصرت أكباد هذه الفلذات البريئة من أمهات وآباء القرية أنفكو، أعادت إلى الأذهان مأساة العام 2007 التي راح ضحيتها العديد من الرضع لنفس السبب المتمثل في تدني درجات الحرارة إلى ما دون خط الصفر، ولينتج عن هذه الأحوال الجوية الخطيرة غياب الكثير من اللوازم الضرورية مثل الأدوية وحطب التدفئة والمعونة الغذائية، بالإظافة إلى إشكالية إنقطاع الطرقات التي يتسبب فيها إرتفاع مستوى الثلوج وسيلان الوديان. المصادر التي أوردت الخبر بتحصر وأسف شديدين، عبرت عن قلقها الشديد عن إمكانية ارتفاع الحصيلة كون الظروف باتت خارج السيطرة، ومحاولات الإغاثة الطبية شبه معدومة نظرا لعامل البعد وانعدام المستشفيات بالمنطقة، وغياب الإهتمام رغم سابقة السنوات الماضية، فيما بدأت فعاليات أمازيغية من فرنسا وأروبا بشكل عام في نشر إعلاناتها لجمع المساعدات الطبية بالدرجة الأولى بالإظافة إلى المواد الغذائية والأفرشة. وقد أثارت هذه الفاجعة الأليمة غضب نشطاء بالمواقع الإجتماعية الفايسبوك وتويتر، ما حذى بهم للتعبير عن استغرابهم للسياسة التي تنهجها الحكومة بإيفادها مساعدات من كل الأنواع والمواصفات إلى الشرق الأوسط لإغاثة لاجئين لا يمثلون شيئا بالنسبة لدول النفط بالمنطقة، فيما أبناء الأطلس وأنفكو بالتحديد لا تولي أي اهتمام بهم، بل تدير ظهرها لقضاياهم في تناقض صارخ مع مفاهيم السيادة بالنسبة للدولة، ومع المفاهيم الدينية على اعتبار دوي القربى أولى.