بعد موجة من الشد والجذب بين مايكروسوفت والغالبية من المستخدمين، قررت الشركة وبشكل رسمي رفع يدها بشكل نهائي عن نظام التشغيل “ويندوز إكس بي” وإنهاء الدعم عنه بحلول عام 2014 واستبداله بالأنظمة الجديدة التي ستخلفه، خاصة المتعثر “ويندوز فيستا”. واعترفت مايكروسوفت بأن هذا القرار سيغضب الكثير من المستخدمين، إلا أنها بررت ذلك بقولها “هكذا كانت الحال من قبل المستخدمين عندما قامت الشركة بإيقاف دعمها لويندوز 95 و98 وأخيراً ميلينيوم”. وتعود خلفيات هذا القرار -وفقاً لآراء الخبراء- إلى أن نظام التشغيل ويندوز فيستا وهو الأحدث من إكس بي لم ينل الشعبية التي استطاع الأخير تحقيقها، كما أن الشركات المسئولة عن البرامج التي تعمل مع إكس بي تتباطأ في إجراء عمليات التحديث في الوقت الذي يرفض الكثير من المستهلكين استخدام ويندوز فيستا، وبالتالي كان من الضروري لمايكروسوفت أن تتخذ هذا القرار حفظاً لماء وجه “فيستا”. ما بين السحب والمد .. “إكس بي” حائر هذا القرار الأخير لمايكروسوفت يضع حداً للحيرة التى انتابت المستخدمين بعد التقارير المتضاربة حول نية الشركة سحب نظام “إكس بي”، ففي شهر أبريل الماضي تراجعت مايكروسوفت عن قرار سابق بسحب ويندوز إكس بي -الذي تم طرحه لأول مرة بالأسواق قبل أكثر من ستة أعوام- في الثلاثين من شهر يناير المقبل، وتضيف خمسة أشهر إضافية. وكانت العديد من التقارير الإخبارية قد أظهرت استياء مستخدمي نظام ويندوز إكس بي وجميع إصداراته من قرار مايكروسوفت منع طرح النظام والطلب من الشركات المصنعة للكمبيوترات عدم استخدامه على أجهزتهم الجديدة والتوقف عن استخدام وتحميل ذلك النظام واعتماد النظام الجديد Windows Vista بدلاً منه. وبالفعل ردت عدد من الشركات الكبرى مثل شركة توشيبا وديل واتش بي بأنها لن تسمح اعتباراً من بداية 2008 في استخدام نظام التشغيل Windows XP وعلى أن يتم سحب جميع الإصدارات من السوق العالمية بنهاية العام الحالي 2007. ولم يخف الخبراء أيضاً خوفهم من أن يؤثر هذا القرار على عملاء مايكروسوفت الذين يستخدمون البرنامج في المنازل، وهو ما حدث عندما أوقفت الشركة دعمها لبرنامج ويندوز 98، ويعتقد هؤلاء المحللون أن الشركات والمؤسسات ألكبري في أنحاء العالم قد حدثت برامجها بالفعل، ولكن الخوف على بعض الشركات الصغيرة التي ما تزال تستخدم البرنامج. وقد نظم مستخدمون مناصرون ل “Windows XP” حملة على الإنترنت من أجل حث شركة “مايكروسوفت” على التراجع عن قرارها بسحب هذه النظام من الأسواق ليحل محله نظام التشغيل الجديد ” ويندوز فيستا windows vista”. وأطلق الصحفي “جالن جرومان” موقعاً على الإنترنت تحت اسم “حافظوا على XP” يتضمن عريضة وقّع عليها منذ يناير أكثر من 100 ألف شخص. ويقول المحتجون إنّه نظامهم المفضّل و يعدّ أفضل من نظام “ويندوز فيستا” الذي تقول الشركة إنه أرقى منتجاتها بعد أن أطلقته بداية العام غير أنّه لم يلق الترحيب المأمول. وحثت مايكروسوفت عملائها في أواخر العام الماضي على تحديث برنامج ويندوز98 إلى برنامج ويندوز إكس بي على الأقل في أسرع وقت محذرة من أنهم سيكونون أكثر عرضة لإصابة كمبيوتراتهم بالفيروسات، واقتحام الهاكرز والمتطفلين. ويلبي “ويندوز فيستا” متطلبات المستخدمين الذين لا يركزون على الألعاب بشكل أساسي، حيث أنها تتضمن نسخ محدثة من الألعاب التقليدية التي يمكن تحميلها مع البرنامج أو بشكل مستقل. إقلاع “فيستا” في انتظار هبوط “إكس بي” أظهر تقرير أمريكي جديد أجرته شركة فورستر للأبحاث أن استخدام الشركات لنظام التشغيل الجديد “ويندوز فيستا” بدأ في التراجع، وذلك لعدم وجود بعض البرمجيات وفق نظام التشغيل الجديد، وحاجة النظام لتمتع مكونات الحاسب بإمكانيات كبيرة، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية حول موعد إصدار مايكروسوفت لأول نسخة معدلة منه. وأضاف التقرير أن تلك الأنباء لا تعني أن الشركات ستتخلى عن فكرة الاستعانة بهذا النظام ، وإنما تشير إلى إعادة التفكير في أفضل توقيت لهذا التحول، وكيفية تنفيذه. لذلك لم يكن غريباً أن تعلن الشركة عن سحبها نظام إكس بي ليحل محله فيستا بالأسواق، إلا أنها عاجلاً ما قامت بتأجيل هذا القرار بعد موجة الاستياء التي عمت على المستخدمين والذين يفضلون القديم، مما وضع الشركة بين نارين إما إرضاء العميل بالبقاء على القديم أو الصبر على فيستا حتى يزيح بنفسه غريمه. وقامت مايكروسوفت مؤخراً ببيع 42 مليون جهاز كمبيوتر مزود بفيستا للمؤسسات، كنوع من الرد على المشككين في كفاءة النظام. وحتى لا نتجنى على فيستا، فإن عدم انتشاره بالشكل المتوقع لا يرجع إلى عيوب فيه قدر ما يوجد على أجهزة الكمبيوتر لدى المستخدمين التي صارت لا تلائم أنظمة التشغيل الجديدة، لذلك أصرت مايكروسوفت على إطلاق موقع خاص على الإنترنت يمكن من خلاله للمستخدم اختبار مدى قدرة جهازه على تشغيل فيستا. وظهرت في الآونة الأخيرة أبحاث تؤكد أنّ 90 بالمائة من مسؤولي أقسام المعلوماتية في 961 مؤسسة وشركة، لديهم مخاوف بشأن الانتقال إلى نظام فيستا ولذلك فإنّهم لا ينوون الانتقال إليه. ومن الأسباب التي ساقوها عدم استقرار النظام وعدم ملائمته للبرامج الحالية فضلاً عن ارتفاع كلفة التحديث. غير أنّ مايكروسوفت تبدو على ثقة بنجاح برنامجها الحديث حيث أشارت إلى أنّ عددا من كبار المؤسسات في العالم تخطط للانتقال إلى نظام فيستا قريباً ومن ضمنها كونتننتال إيرلاينز وبنك براديسكو البرازيلي.