كتبنا مرات عديدة أيها الأحبة حول ظاهرة "الأسماء الغريبة" التي تحملها كثير من شوارعنا بمدينة الناظور.. ونبهنا مرارا إلى أن الواجب والأجدر هو أن تحمل شوارعنا وساحاتنا أسماء شخصيات تركت بصماتها الخالدة في تاريخ مدينتنا ومنطقتنا.. واليوم، ارتأيت أن أعود لتناول نفس الموضوع بعدما لاحظت أن مدينة مليلية المحتلة والقابعة تحت الاستعمار الاسباني قد أطلقت أسماء بعض قاماتنا المحلية على عدد من شوارعها.. وسأخص بالذكر مثلا شارع الحاج محمد عمرو (المعروف بأرتيستا) وشارع معنان بنعيسى ميمون (المعروف بمعنان كاراتشا) وشارع يمينة مزيان (وهي داية أو مولدة) وشارع الراحل محمد أمجاهد (وهو ملاكم) وشارع الراحل الحاج ميمون الطاهري (وهو شيخ الزاوية العلاوية بمليلية المحتلة)... وللأمانة أيها الأحبة، فإن الأمر يثير الكثير من التعجب والاستغراب.. ألسنا نحن من تجب علينا المبادرة لتسمية شوارعنا بأسماء مجاهدينا وعلمائنا وفقهائنا ورياضيينا ومثقفينا وفنانينا!!!.. أليست لنا أسماء وازنة تركت أثرها البالغ في تاريخ منطقتنا!!!.. أليس من بيننا من جاهد وحارب الاستعمار!!!.. أليس من بيننا من أبدع وتألق في مجالات الفقه والتأريخ والعلوم والرياضة والأدب والفن!!!.. غريب جدا أيها الأحبة ألا نجد شوارعنا تحمل أسماء مثل الراحل الأستاذ سيدي مقدم بوزيان،سيدي الحاج العدولي، سيدي الحاج عمر أشركي، سيدي الحاج امحمد التنوتي، سيدي الحاج عبد الله الصقلي، القاضي سيدي شعيب الإدريسي، القاضي سيدي الحاج أحمد علي فليل، الراحل سيدي الحاج أحمد شملال الكبداني الأديب الراحل الأستاذ القمري حسين، النقيب الراحل سيدي عبد الحكيم اليعقوبي، الراحلة الحاجة فاطنة دعنون، المرحوم مولاي احمد لعروسي خيرا، مجموعة من نجوم هلال الناظور لكرة القدم في القسم الوطني الأول الذين نافسوا لاعبي الفرق الوطنية العريقة كالرجاء والوداد الخ..الملاكم ميمون موختار، الفنانة ميمونت نسلوان وغيرها بينما نراها تحمل أسماء غريبة مثل الصنوبر والبلوط والعرعار وايندوفن ودورتموند وسان فرانسيسكو وكل المدن التي نتساءل عن مدى علاقتها بمنطقتنا وتاريخنا وتراثنا!!!.. إن المنطق يفرض تجديدا جوهريا لأسماء شوارعنا حتى تتزين بأسماء فضلائنا وقاماتنا وأهراماتنا.. فهي مبادرة لتكريم أعمالهم المجيدة من جهة، كما أنها فرصة كذلك لترسيخ ذاكرتنا الجماعية وتعريف الأجيال الصاعدة بأسماء شخصياتنا التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل بناء هذه المنطقة العزيزة.