بمشاعر مفعمة بالحزن والأسى ،استقبلت عن طريق أخي وصديقي الأستاذ عبد اللطيف لمزرع صبيحة اليوم الخبر المفجع برحيلك المفاجئ لترحل عن دنيانا تاركا لنا أيها الفقيد العزيز قمة التواضع... "قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ،لكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "صدق الله العظيم. فقيدنا العزيز الأستاذ نورالدين الفكلاني السيدالي ،ها نحن وسط أجواء من اللوعة والأسف والحسرة نودعك ونحن نمضي في هذه الحياة الهزيلة،نودعك ونحن راضون ومسلمون لحكم الله تعالى وإرادته التي لا مانع لقضاه ولا مرد لحكمه ،يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ،نوعدك بعد أيام عن آخر لقاء جمعنا بمقهاك المفضلة بحضور صديق عزيز عليك وعلينا جميعا ،وهو الأستاذ مصطفى اليونسي زميلي في العمل لسنوات ،ودارت دردشة بيننا مستحضرين بعضا من ذلك الزمن الجميل بهذه المدينة ،وافترقنا ولم نكن نعلم بأن هذا اللقاء هو لقاء وداع بيننا أيها الفقيد الراحل. لست هنا في حاجة لأن أستعرض بعضا من علاقاتك الإنسانية وسط مجتمعك ،الكل يشهد لك بنبل الأخلاق وبكريم العطاء في عملك بشهادة زملائك وتلامذتك، وكنت أكثر من هذا نظيف القلب واللسان ، وكيف لا وأنت نجل أستاذ عزيز ومربي ومكون للأجيال أعطى كل ما يملك لمجال التربية والتعليم ،الأستاذ الحاج السي معنان السيدالي أطال الله عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية ... أخي نورالدين،منذ تعرفي عنك ولسنين طويلة،عرفت عنك أنك تحتقر الترفع،وكنت في كل لقاء جمعك بالأصدقاء وبأي كان ،كنت تحمل كل معاني التعامل الإنساني ،مناقشا لمواضيع رياضية بدون تعصب ولا أنانية ،وكنت المرجع في النتائج والرتب التي كان يحتلها الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم الذي كنت تعشقه عشقا جنونيا كباقي إخوانك الكرام. فوداعا أيها العزيز ،والله نسأل أن يتغمدك بواسع الرحمات ويسكنك فسيح الجنات ويرزق أهلك وذويك وأصدقاءك ومعارفك جميل الصبر والسلوان ،وأخلص التعازي أتقدم بها لوالدك الكريم أستاذنا الكريم والجليل سيدي الحاج السي معنان الفكلاني السيدالي وكل الأشقاء الكرام واحدا واحدا ،وكل العائلة الكريمة.إنا لله وإنا إليه راجعون