كوم – عبد المنعم شوقي – التصوير بعدسة الزميل أحمد خالدي. قبل رحيلك وتوديعك لنا صديقي العزيز جمال بوحجار وأنت دائما كنت تتسابق إلى مغفرة من ربنا ،جمعني معك لقاء تأثرت به كثيرا وأعينك تذرف الدموع ، دموع الفراق ، وصدقني إذا قلت لك أيها الفقيد الراحل بأنني لم أكن أنتظر أن أتلقى وأنا غائب عن الناظور خبر رحيلك عنا بهذه الفجائية وبالتالي لن تسعفني الظروف الطارئة من المشاركة مع الحشود التي شيعت جنازتك المهيبة جوار المسجد الذي ناضلت وبإصرار كبير إلى جانب استأذنا الجليل رحمة الله عليه الحاج مصطفى بوحجار ليكون جاهزا في وقت قياسي تؤدى فيه العبادة للرحمن وفي ظروف جيدة للغاية… أخي جمال لن أكون مبالغا في كلامي إذا ما أكدت لك أن رحيلك هذا عنا وأنت في قمة العطاء والجهاد اليومي لكسب القوت من عرق جبينك وأنت المحب لعملك حتى الذوبان ، كان صدمة قوية ، لذلك أحس بأن الكلمات والتعابير تعجز وقد لا تسعفني اللغة التي تعلمناها من عمك الراحل وأستاذنا البارز سيدي الحاج مصطفى بوحجار بكل غناها وغنى مخزونها بالمعاني والدلالات … كنت أيها الفقيد العزيز صديقا ونعم الصديق ، وكنت عميدا حنونا لأسرتك بعد أن انتقل والدكم رحمة الله عليه إلى جوار ربه وأنت كنت مرافقا ملتزما بكل تنقلاته خاصة في المرحلة الأخيرة من حياته التي تطلبت أسفارا للعلاج بميضار حيث كان يشتغل طبيبه الخاص الدكتور نعيم الصقلي المختص في أمراض القلب والشرايين ، وجدة ثم فاس ، وكم من جلسة استمتعنا فيها جنبا إلى جنب من حكم وتحليلات الأوضاع محليا ، جهويا ووطنيا مع عزيزنا المرحوم الحاج مصطفى بوحجار الذي كان يجد فيك خير معين ومساعد لتتبع كل ما يحيط بأشغال بناء المعلمة الدينية التي صلى فيها عليك المصلون صلاة الجنازة قبل أن يراوا جثمانك الطاهر… كنت وفيا ومخلصا في عملك اليومي الذي كنت تقدمه لزبنائك الذين يتحولون مع الزمن إلى أصدقائك وقد أبى العديد منهم إلا أن يشاركوا لحظة وداعك لأخيرة في جنازة مهيبة كما أسلفت الذكر… جلسات عديدة جمعتني بك أخي العزيز جمال بنظارتك وابتسامتك التي لم تكن تغادرك أبدا ، ولم يكن قلبك يعرف كلمة الكراهية لأي كان ، كنت محبا للجميع وتبادل الكل بابتسامتك حتى في أقصى الغضب … فقيدنا العزيز وأخي الكريم السي جمال ،تابعت وضعيتك الصحية الحرجة قبل ساعات من مفارقتك لنا بواسطة الهاتف لعدم تواجدي لحظتها بالناظور ،وفي المساء ومع اقتراب صلاة المغرب ، رن الهاتف من النجلة الكريمة لأستاذنا الكبير المرحوم الحاج مصطفى بوحجار ليخبرني بنبأ رحيلك وبتحسر وحزن عميقين ،وجلست أرضا وأنا أستحضر ما جمعني بك أيها الفقيد من ذكريات وجلسات كانت معظمها بحضور موجهنا الأستاذ مصطفى بوحجار عليه واسع الرحمات والمغفرة ،وحينما بادرت للاتصال ببعض أصدقاءنا لإخبارهم بهذا المصاب الجلل ومنهم أخونا الحاج الطيب خوجة ، لم يصدقوا الخبر ، وكنت أقرأ على وجوههم حزنا يتعصر على فاجعة فراقك المفاجئة لكن مشيئة الله أقوى وأكبر… كان الحي الذي تربيت وسكنت فيه أيها الفقيد الراحل ، يشكل جزءا من كيانك يقلقك ما يقلق سكانها ويفرحك ما يفرحهم كمسقط رأسك وهذا ما تعلمته من أستاذ مدرستنا الحاج مصطفى بوحجار ومن والدك الكريم رحمة الله عليهم جميعا ، لذلك هبت ساكنتها لوداعك … وبعد هذا المصاب الجلل ، وتجرع الجميع لمرارة رحيلك المفاجئ عنا ، لا نملك إلا أن نلملم الجراح ونترحم عليك أيها الصديق الوفي وقد افتقدك الزملاء والأصدقاء والجوار ، وافتقدتك العائلة الصغيرة والكبيرة وافتقدك الإنسان… نم مطمئنا راضيا ، هكذا يرحل المؤمنون ، والله أسأل أن يتقبلك بقبول حسن ، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ، ويسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك وكل القارب والمحبين والأصدقاء جميل الصبر والسلوان ، ويجدد رحماته على والدك وعلى أستاذنا الجليل سيدي الحاج مصطفى بوحجار وكل آباءنا وأمهاتنا والمسلمين والمسلمات أجمعين ، مع أخلص التعازي والمواساة القلبية يقدمها صديقك الوفي هذا عبد المنعم شوقي لكل أفراد أسرتك الكريمة ، وإلى اللقاء.