أخبار الناظور.كوم – بقلم عبد المنعم شوقي – التصوير للزميل احمد خالدي شمعة أخرى تنطفئ بالإقليم … بعد تردد لدقة وصعوبة اللحظة ، ها انأ أخط هذه الكلمات أيها الفقيد الراحل، وقد تخونني التعابير لأتحدث من موقعي كتلمذ من تلامذتك أيها الهرم الذي نودعه اليوم ،عن شخصيتك القوية ، عن ماضيك النضالي الرائع ، عن مواقفك النضالية الصامدة ، عن انخراطك اليومي في الدفاع عن الطبقة العاملة ، عن قلمك الذي سخرته للدفاع عن قضايا الإقليم، الجهة والوطن ..اللحظة ليست عادية فقيدنا العزيز الحاج مصطفى بوحجار ،أنت تودعنا اليوم بعد معاناة دامت ثلاث سنوات من المرض أبنت خلالها عن إرادة قوية في مقاومته ،وهو المرض الذي لم يمنعك من التواصل اليومي معي ومع أصدقاء آخرين ،لمناقشة العديد من القضايا رغم ما كان باديا عليك من شدة التعب والمرض بسبب حصص العلاج الكيميائي التي كان جسمك النحيف يتلقاها بالدار البيضاء وبوجدة … الحاج مصطفى بوحجار ، كنت وستبقى أيها العزيز، مدرسة خالدة في النضال المسؤول والجدي ، والتفاني الوطني ونكران الذات وتاريخا مشرقا في المواقف النضالية الخدومة لساكنة الإقليم وللوطن جميعا …وكم كنت شغوفا إلى الاستماع إليك أيها الفقيد العزيز والحديث معك حول مختلف الانشغالات والقضايا التي تهم الإقليم والوطن ، وأنت الذي كنت تزودنا بخلاصة التفكير الجاد والهادف ،وتزودنا بالآراء الصائبة والملاحظات الحكيمة أستاذ أجيال متعاقبة وصاحب رؤية عقلانية ثاقبة وتقدير دقيق للمصلحة العليا للوطن . عملنا أيها الفقيد الكبير بنصائحك ومقترحاتك في كافة القضايا وحول العديد من الأحداث والتطورات محليا ، جهويا ووطنيا ، فكنت خير معين في اتخاذ المعالجات والخطوات الصائبة، وحتى وأنت ممدد على سريرك ، تقاوم المرض لم تكن تبخل عنا بأفكارك وتحاليلك الموضوعية لشتى القضايا. كنت أيها الفقيد الراحل صاحب مبدأ أصيل ، لم تفكر ولو للحظة واحدة بأن تحيد عنه ، رغم كل ما عانيته في صمت وثبات من ظروف صعبة خاصة في سنوات الرصاص ،كنت ثابتا على الثابت ، غنيا بقلمك الحر الذي سخرته للدفاع عن كل ما يهم الإقليم والوطن ، لم تقف على باب أحد ، ولم تخطف لقمة من فم أحد…وكنت أستاذا للوطنية الصادقة ، ومثالا للتفاني والإخلاص في كل مواقع المسؤولية المهنية والحزبية والنقابية والجمعوية والإعلامية التي توليت مسؤوليتها ، وكنت من واضعي لبنات تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية للناظور والدريوش،ونلت طيلة حياتك الغنية بالنضال والمواقف ، الكثير من شهادات التقدير في العديد من المناسبات. اليوم نودعك ، نودعك بدمع حراق ، وكان الجميع في الموعد ، الاثنين 15 شوال 1438 الموافق ل 10 يوليوز 2017 ، وبالضبط في مسجد أولاد يحي الذي تعبت كثيرا في إعادة بناءه من جديد – جازاك الله عنا خير الجزاء – ، هناك التقت الحشود الغفيرة ، منتخبين ، سلطات ، فعاليات المجتمع المدني ، ممثلي التنظيمات السياسية والنقابية على مختلف الوانها وتشكيلاتها ، مثقفين ومختلف مكونات المجتمع ، حضر الجيران بشكل كبير جدا ، وحضر الأقارب والأحبة ، وجاء مناضلون في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من مدن وأقاليم المملكة ،وأثث كل هذا الحضور القوي لشخصيات مناضلة تاريخية سبق لها أن وضعت اللبنات الأولى للعمل السياسي والنقابي والجمعوي بالإقليم ، غابت لسنوات طويلة ، ، لكنها حضرت اليوم لتسجل لحظة الوداع الأخيرة معك أيها الفقيد العزيز ، رأيت الأستاذ دابو ، الأستاذ عبد القادر طلحة ، الأستاذ أحمد القاسمي ، الأستاذ الحاج ميمون البورياحي ، الأستاذ عياذ أزيرار ، السي محمد بوجيدة ، الحاج امحمد السوداني ، الاستاذ حسين الفهيمي والاستاذ السليماني وغيرهم كثير وكثير جدا …هؤلاء وكل المصلين على جنازتك أيها الفقيد الراحل في رحاب ذلك المسجد المعلمة ، بكوا بحرقة وهم أمام نعشك ، ورافقك الجميع إلى المقبرة حيث وقف الكل أمام قبرك الذي اخترته لنفسك قبل شهرين من رحيلك عنا ، وقفنا ونحن نودعك ، نودع فيك رجل المواقف ، الرجل الذي لم يعرف معنى التراجع في المواقف وفي القناعات ، كنا نودعك وكنت لحظتها تبادل الجميع تحية الوداع الأخيرة وكان وسطنا نجلك البار عماد أطال الله في عمره… وداعا أيها الفقيد ، وداعا أستاذنا الجليل ، وداعا صديقنا الوفي ، أنت ستبقى حيا بأفكارك ، وبشجاعتك وبإيمانك القوي ، واعلم أيها الراحل بأن رحيلك شكل مناسبة عبر فيها العديد من النشطاء والفاعلين السياسيين والنقابيين والعلماء والإعلاميين والمنتخبين عن آرائهم حول أعمالك الجليلة ، والخسارة التي تركتها برحيلك للإقليم والوطن .. كما شكل رحيلك حزنا كبيرا في صفوف ساكنة الحي الذي أحببته بشكل جنوني، وأحبك هو الآخر ،ساكنة حي أولاد يحي وهي في أمس الحاجة إلى خدماتك وإلى مواقفك، وهي كانت تنظر إليك نظرة الابن للأب…لا أملك أمام هذا المصاب الجلل وهذه الخسارة إلا أن نجدد استعدادنا لمواصلة مشوارك فيما بقي لنا من عمر ، وهذا أمام فداحة الخسارة هو أضعف الإيمان. وإذ أتقدم بأصدق التعازي القلبية لأسرتك الصغيرة من حرم ووفاء وعماد ، ولكل أشقائك وشقيقاتك وأصهارك ولأسرتك الكبيرة من رفاق الدرب ومعاشريك من سياسيين ونقابيين وجمعويين وإعلاميين ومنتخبين وأهل العلم والدين ولكل الذين ظلوا بجانبك في محنتك ومرضك ، لأدعو الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته وشامل مغفرته وأن يسكنك سبحانه وتعالى في الدرجة العالية من الجنة بالقرب من الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ويلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان.