أخبار الناظور.كوم "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "صدق الله العظيم. انطلاقا من الحرص على العناية برجالات وأعلام المنطقة وعدم تركهم عرضة للنسيان وضعف الذاكرة ،أبينا إلا أن ننقل لزوارنا وقراءنا الأعزاء وقائع المشهد المهيب الذي عاشته مقابر الناظور بعد صلاة ظهر يومه الإثنين 9 دجنبر 2013 حيث قضينا ساعة من الزمن امتزجت فيها دموع الفراق والذكريات وعبرت الوجوه الحاضرة باختلاف ملامحها عن لحظات حزن في لوحة تعبر عن الوفاء لرجل الوفاء والإخلاص من خلال تلك قطرات الدموع التي تتساقط ومنها ومن يدركها بمسحة قبل أن تسيل على وجنتيه.. بالأمس القريب ، رأينا الفقيد الراحل الحاج أحمد الشرقاوي "أروان "بوجهه البشوش ، يشارك في المناسبات هنا وهناك ، ويشاطر أبناء الإقليم أفراحهم وأتراحهم ويساهم في الأعمال الاجتماعية كواحد من المحسنين وكاإنسان له مكانته وتقديره واحترامه ... واليوم ، وقفنا خاشعين أمام رهبة الموت وأمام قضاء الله وقدره وكلنا عقيدة وإيمان ، أن لا قوة ترد هذا القضاء ، ولا حيلة كانت تجنبنا هذا الموقف ، ولا إمكانية أن يغير الإنسان مشيئة الله ،وما كتبه على الإنسان ...وكل ما بقي لدينا أن نفعله ، هو أن نتقبل هذا القضاء والقدر بالرضى والقبول والتسليم ، والحمد والشكر لله سبحانه وتعالى ... في فقدان عزيز كالحاج أحمد الشرقاوي ، غالبا ما تنضب ينابيع المعاني وتغيب الكلمات ، فيمسي القلم عاجزا واللسان ، لكن لا بد من كلمة صدق وجبت ، عسانا نفي الرجل نزرا يسيرا من حق له علينا.. العلماء ورجال التعليم والأطباءوالصيادلة والمحامون ورفاق الفقيد الراحل من مختلف القطاعات التجارية بالناظور وعلى رأسها قيسارية المدينة والمنتخبون وممثلي الهيآت السياسية والنقابية والفعاليات الجمعوية والإعلامية والأعيان والجيران ، حضروا تشييع جنازة الراحل في محفل مؤثر، واستعرض الفقيه العلامة سيدي امحمد الجوهري بعض خصال ومناقب الفقيد العزيز والآثار الطيبة التي خلفها رحمة الله عليه باعتباره واحدا من الذين لهم بصمات واضحة في تاريخ المنطقة والتي برحيلها تكون قد خسرت إحدى الهامات المخلصة، وهو كرجل أعمال استثمر في مسقط رأسه وشغل العمال والعاملات ووفر لهم مصادر الرزق والعيش الكريم... وبالإضافة إلى كل ذلك ، فقد كان فقيدنا ، نعم الصديق ،والمبادر إلى أعمال الخير والبر والإحسان... أخونا الراحل الحاج أحمد الشرقاوي : لقد حضر في تشييع جنازتك كل الذين عرفوك وصادقوك وتكلموا معك وكلمتهم وعاشوا معك وعشت معهم ومنهم من يمر بوضعية صحية صعبة ومع ذلك أبى إلا أن يسجل حضوره لتوديعك ومنهم من فقد البصر ومع ذلك كان حريصا لأن يظل وفيا للمعاشرة وللصداقة فحضر معك تلك اللحظة الصعبة ...ومواساتنا لأشقاءك وأنجالك الكرام وشقيقاتهم وأصهارك وأحفادك ، تكمن بما رأيناه من حب وتقدير وحضور متنوع في تشييع جنازتك أيها الفقيد العزيز...كنت نعم الرجل ، ونعم المحسنين ولا نزكي على الله أحدا. مصابنا جلل في فقدان أحد رجالات الناظور ، مصابنا جلل في رحيل الحاج أحمد الشرقاوي الذي بكاه عمار المساجد الذين سيتذكرونه وهو يدخل إلى المسجد متكئا على عصاه مهما كانت الأحوال الجوية وظروفه الصحية.. ولجميع أبناءه الأعزاء السادة : محمد ، عبد الرحيم ، جميل ، امحمد ، بوزيان وعبد الكريم وبناته الكريمات وأصهاره وأحفاده وعلى رأسهم محمد اليزيدي الطالب بجامعة غرناطة الذي ظل لصيقا بجده الراحل يقدم له الأدوية وهو على فراش المرض ، العزاء الخالص والمواساة القلبية ونؤكد لهم بأن والدهم الكريم ، فقدناه جسدا ، نعم ، لكن سيرته الحميدة وبالنموذج الرائع الذي كان عليه ، سيبقى مثالا ونبراسا ، منارة وقدوة .. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وألهم العائلة والساكنة جميل الصبر والسلوان. ولن نقول إلا ما علمنا أن نقوله في مثل هذه المناسبة رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيئ عنده بمقدار ، فلتصبروا وتحتسبوا"