أخبار الناظور.كوم بقلم : عبد المنعم شوقي بمزيد من اللوعة والأسى والحسرة نعى مناضلو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأسرة النقابية بالناظور المناضل أحمد الباروزي ممن شبوا على مبادئ الحزب وقيمه الخالدة ومواقفه الثابتة في الدفاع عن قضايا الأمة وحقوق الأمة الغير القابلة للمساومة أو التفريط...وافته المنية صبيحة السبت 8 شوال 1433 ه الموافق ل 25 غشت 2012 بعد معاناة طويلة مع المرض، وبعد عمر قضاه حتى اللحظة الأخيرة مناضلا حقا مهما اختلفت معه في الأفكار والتوجهات ، وابنا وفيا للجماهير الشعبية ، مدافعا عن حقوقها وحقوق الطبقة العاملة رافضا أي شكل من أشكال التنازل والتفريط..على يديه وبين يدي الجيل الذي ناضل بجانبه كالحاج مصطفى بوحجار ، المختار بنتلي ..وآخرون وبين أفكارهم الواضحة ورؤيتهم الثاقبة تربت أجيال من المناضلين الذين حملوا أفكارهم وشكل صبرهم ومثابرتهم وإيمانهم بمستقبل أمتهم نموذجا لهم.. عندما وصلني نعي المناضل أحمد الباروزي تغمده الله برحمته الواسعة ، ألمني خبر رحيله ولكنني لم أجزع لأن الموت حق يتساوى فيه أبناء البشر ، ولكن جزعي كان آتيا من كثرة الخسائر التي يمنى بها هذا الإقليم ، برحيل مثل هذه الرجالات والوجوه النيرة.. عرفته مناضلا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم كان النضال تؤدى عنه الضرائب..عرفته مناضلا نقابيا إلى جانب رفاقه يناضلون ويدافعون عن مطالب الشغيلة بإصرار كبير لم نعد مع الأسف نلمس ذلك في وقتنا الحاضر..لسان طليق يجهر بالمواقف التي آمن بها..اعتقل واختطف من منزله إلى جانب من عايشوا فترته في زمن الرصاص والقمع..عرفته رجل تربية وتعليم يقدر عاليا رسالته السامية في تكوين الأجيال عندما كان للتعليم سمعته ووقاره.استاذا .. حارسا عاما.. ثم مديرا إلى أن أصيب بمرض عضال.. خلف وراءه تاريخا حافلا من النضال والوقوف إلى جانب الجماهير الشعبية..وسجلا ملحوظا من المواقف السياسية والنقابية..لم يغير ثوابته ولا قناعاته رغم النكسات والصدمات التي أصابت الساحة النضالية المحلية والوطنية ، بينما سقط الكثير وانحرف آخرون.. الفقيد الراحل شيعت جنازته في محفل رهيب حضره الجيل المناضل والنقابي الذي عمل بجانبه ويتقدمهم أخونا الأستاذ الحاج مصطفى بوحجار والعديد من المناضلين السياسيين والنقابيين والمحامون والأطباء والبرلمانيون ورجال التعليم وفعاليات جمعوية تمثل مختلف الشرائح الناظورية.. بوفاة الباروزي نكون قد خسرنا مناضلا أفنى حياته من اجل الوطن ورفعته ، كان رمزا للعطاء الدؤوب من أجل حقوق العمال..مثل هؤلاء ستظل أسماؤهم منقوشة بحروف من نور في تاريخ المنطقة.. الرحمة على روحه الطاهرة وأرواح كل الذين ساروا على الطريق من قبله ، عزاؤنا انه خلف إرثا نضاليا وفكريا ، وتجربة نضالية أصيلة في مسيرة طويلة واجهت ما واجهت من تحديات وعثرات ولم يكن الفقيد الراحل انتهازيا في سلوك الطريق.. أتقدم لكل المناضلين الشرفاء في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وفي الفيدرالية الديمقراطية للشغل وفي المجتمع المدني ولكافة أفراد أسرته الكريمة بخالص التعازي وأعبر عن أعمق الأسف والحزن لفقدانه الكبير داعيا الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وبركاته ويسكنه مع الأولياء والصديقين براحة أبدية.. أيها الفقيد العزيز لاتخف فإرثك النضالي العاجي باق ،وللصبح طلعته وللخيل صولات.. تعلو بطلعتك البهية في رفاق الدرب وفي عيون الكادحين سلاما يا احمد الباروزي..وجعل اللهم سيرتك وسيرة أمثالك أطال الله في أعمارهم ضمانة لعدم فقدان البوصلة. وإذا رحل المناضل الباروزي فانه سيظل من المشاعل المهمة التي تنير دروب الساحة بما تركه من ماض مشرف. "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم.