للموسم الثاني على التوالي يتعثر فتح إعدادية بدر بسلوان نظرا لعدم انتهاء الأشغال الأساسية بها . فقد كان من المقرر أن تستقبل التلاميذ في الموسم الدراسي الماضي 2011/2012 حيث تم تعيين الإدارة التربوية وبعض الأساتذة للمؤسسة الجديدة ، ومر الموسم الماضي وجاء الموسم الحالي ودار لقمان ما تزال على حالها والتلاميذ والأساتذة والإدارة التي كان من المفترض أن تعمل بالمؤسسة الجديدة موجودون بإعدادية صوناصيد المجاورة . لكن المشكل الجوهري مع ذلك لا يكمن هنا ذلك لأن الجماعة أو المدينة ربما ليست في حاجة ملحة في الوقت الحاضر وفي المدى القريب إلى إعدادية جديدة بدليل أن التلميذات والتلاميذ المحسوبن على الإعدادية الجديدة تم استيعابهم في الموسم الماضي وفي بداية الموسم الحالي إلى حد الآن بدون صعوبات داخل إعدادية صوناصيد المجاورة .وإذا ما تم تعزيز هذه الإعدادية المستقبلة بما يكفي من الموارد البشرية ، فإنها لن تضيق عن استيعابهم من حيث عدد الحجرات . المشكل إذن موجود في مكان آخر وهو غير بعيد لأنه يقع بالضبط بالثانوية التأهيلية الحساني حيث يصل عدد التلميذات والتلاميذ في أقسام من المسالك العلمية على الخصوص إلى 47 تلميذا وتلميذة وهو مرشح للتزايد باستمرار . وإذا كان مشكل تلاميذ إعدادية بدر يمكن حله داخل إعدادية صوناصيد ، فإن لا حل في الأفق بالنسبة لمشكل الاكتظاظ المتزايد بثانوية الحساني التاهيلية . مما يدل على ان سلوان هي في حاجة في الوقت الراهن إلى ثانوية تاهيلية أكثر مما هي في حاجة إلى إعدادية جديدة . والسؤال هو ما هو دور المسؤولين في النيابة في هذا كله ؟ وما هو سبب سوء تقدير وحساب الطلب على التمدرس في الإقليم من أجل مواجهته في حينه ؟ فإذا كانت جماعة سلوان قد عرفت نموا عمرانا سريعا ومكثفا في السنوات الأخيرة وكانت مرشحة ومبرمجة لأن تتوسع عمرانيا منذ مدة والجميع يعرف هذا ويراه بالعين المجردة ، فليس معنى هذا انها بالضرورة ستحتاج مدارس ابتدائية وإعداديات بالأولوية . فالسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم والتربية ينبغي ان تتسلح بحس سوسيولوجي وتستند في وضع مخططاتها ليس فقط على الكم الظاهر من المساحات العمرانية دائما وفي جميع الحالات بل وأيضا على نوع من العمق والكيف استنادا إلى مؤشرات معروفة في علم التخطيط والتخطيط التربوي بوجه خاص في تحليل البنية الديموغرافية للساكنة . فبالنظر إلى التركيبة الديموغرافية للساكنة الجديدة بالمنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار مؤشرات مثل السن والحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسر ، فإن الحاجة الآن حسب منطق تدبير الأولويات ، هي إحداث ثانوية تاهيلية قبل الإعدادية لأن هذا ما يقتضيه أيضا التدفق العادي للتلاميذ بشكل عادي في المغرب باكمله من الإعدادي نحو التأهيلي . لكن للأسف فإن العكس هو الذي حصل ليس في سلوان فقط بل وبالنسبة لثانوية تاهيلية أخرى بالإقليم اعتبرت قائمة لكنها لم تر النور لحد الآن مما يؤدي إلى تراكم الاكتظاظ في التأهيليات القائمة ويؤثر بالتالي على تحسين جودة التحصيل الدراسي للمتعلمات والمتعلمين . فالكثير من الأسر التي استقرت بسلوان مؤخرا لها أبناء وبنات في مرحلة التعليم الثانوي التأهيلي فهي أسر كانت قد قضت وبنت نصف حياتها أو يزيد في أماكن أخرى ثم انتقلت أخيرا إلى المنطقة لما تتيحه من إمكانيات الاسقرار والسكن ناهيك عن الأسر التي تخضع لجاذبية المنطقة في مجال الشغل والعمل . لكن وبالنظر إلى الاكتظاظ المسجل في الثانوية التأهلية الوحيدة بالمنطقة ، فإن الكثير من الأسر لم تعمد إلى نقل أبنائها وبناتها من الناظور إلى هذه التأهيلية رغم انتقالها كأسر للسكن هناك رغم ما يرتبه ذلك من مصاريف وتكلفة إضافية وإلا لكان الاكتظاظ أعظم . فمتى إذن يتم التصدي بالتخطيط والعمل الفعال لمثل هذه المثبطات ؟