يعرف الوضع التعليمي بالدارالبيضاء عدة عراقيل تختلف في شكلها وطبيعتها من نيابة لأخرى، لم يستطع لحد الآن المخطط الاستعجالي الوزاري الحد منها ، فبالأحرى القضاء عليها. فبعد الخليط الموجود في المدرسة الابتدائية رياض الألفة للمستويات التعليمية وعدد المدراء بها، ها هي الثانوية التأهيلية حسان بن ثابت بنيابة إقليم النواصر تعرف مشاكل متعددة. فمنذ 3 مواسم دراسية تعاني هذه المؤسسة التعليمية من نقص في عدد الحجرات وصل إلى 8 حجرات، الشيء الذي جعلها في الموسم الدراسي 2007/2006 ترسل أقسام الجذوع المشتركة إلى المدرسة الابتدائية دار بوعزة ، وأصبحت هذه الأخيرة تجمع تلاميذ الابتدائى والذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 11 سنة، وتلاميذ تتراوح أعمارهم ما بين 16 و17 سنة، دون أن يرافق تلاميذ الجذوع المشتركة أي حارس عام، وإذا ما تغيب تلميذ عن حصة الدرس وجب عليه الحصول على ورقة السماح من الثانوية التأهيلية حسان بن ثابت! في الموسم الدراسي 2008/2007 نقل تلاميذ نفس المستوى ونفس المؤسسة إلى الثانوية الإعدادية دار بوعز لكن هذا الموسم صحبهم حارس عام، في المقابل نقل العديد من أقسام السنة الأولى إعدادي بالثانوية الإعدادية دار بوعزة إلى المدرسة الابتدائية دار بوعزة بصحبة حارس عام. ونفس الشيء بالنسبة للموسم الدراسي الحالي 2009/2008، وهناك مشروع بناء ثانوية تأهيلية جديدة ستسمى الثانوية التأهيلية «الطيب الخمال» والتي حسب التصاميم الخاصة تحتوي على 19 حجرة، 12 منها ستخصص فقط للجذوع المشتركة، مما سيجعل المشكل دائما مطروحا وقائما، لكن تجهيزات هذه الموسسة التي مازالت في طور البناء موجودة منذ الموسم الماضي حيث وضعت قرب مسكن الحارس بإحدى المؤسسات المذكورة سابقا، مما يجعلها عرضة للتقلبات الجوية صيفا وشتاء. وأمام هذه الوضعية غير السليمة والتي لا تخدم بأي وجه المنظومة التعليمية، بادرت جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية حسان بن ثابت وبعد أن جالست مدير الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء السابق أكثر من مرة، وبعد تلقي أجوبة غير مقنعة كالعادة، إلى وضع مشروع بناء قاعتين حيث تقدمت به إلى المصالح الاجتماعية المكلفة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم النواصر، التي وافقت على تمويل المشروع للمساهمة في تقليص هذا العجز الحاصل في الحجرات الدراسية. فبرز مشكل آخر وهو عدم وجود مكان لبناء القاعتين بفضاء الثانوية المعنية، مما جعل جمعية الآباء ومصالح المبادرة الوطنية تغير الموقع وإقرار بناء القاعتين بإعدادية دار بوعزة. وهكذا نجد أن هناك قاعتين أصبحتا تابعتين لثانوية تأهيلية لكنهما داخل أسوار إعدادية أخرى ، وصاحب المشروع جمعية الآباء للثانوية التأهيلية . إدارة إعدادية دار بوعزة قامت بعملية «روبريز» مع إدارة ثانوية حسان بن ثابت حيث استغلت الإعدادية القاعتين وسلمت للثانوية قاعتين أخريين. وطبعا مصلحة التخطيط بنيابة النواصر ومنذ ثلاثة مواسم على التوالي لم تجد حلا آخر، فوضعت الخريطة المدرسية لهذه المؤسسات التعليمية على هذا الشكل حتى يتسنى لجميع التلاميذ الدراسة. وهذا هو الأهم بالنسبة إليها. لكن إلى متى سيظل الوضع كما هو عليه الآن، في وقت يتحدث فيه الجميع عن الحداثة والانفتاح ومحاربة الهدر المدرسي ؟ ومرة أخرى تعود الى الواجهة مشاكل التجهيزات، فالثانوية التأهيلية «الطيب الخمال» لاتزال ورشا قائما، والتجهيزات الخاصة بها موجودة في مؤسسة أخرى تتعرض للتلف والضياع! النائب المعين حديثا يعمل جاهدا بتنسيق مع المديرة الجديدة للأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء للحد من هذه الظواهر التي تعد عقبة في السير العادي للعملية التربوية، ولاشك، يقول بعض المتتبعين من أبناء المنطقة ، أن الدخول المدرسي المقبل سيعرف تغييرات مهمة.