إن الأعداد المتزايدة من التلاميذ ساهمت في تنامي مشكل الاكتظاظ بأقسام الثانوي التأهيلي بجهة الدارالبيضاء الكبرى. وقد ارتفع عدد التلاميذ بهذا السلك التعليمي بزيادة فاقت 14% مقارنة مع السنة الماضية، الشيء الذي كان له انعكاس على القدرة الاستيعابية للثانويات التأهيلية. فعدد المؤسسات الثانوية التأهيلية العمومية بالجهة لا يفوق 91 مؤسسة. وسيتواصل تزايد أعداد تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي نتيجة لارتفاع الوافدين الجدد في مختلف الأسلاك التعليمية وارتفاع نسبة الاحتفاظ خلال العقد الأخير. فمجموع تلاميذ هذا السلك خلال الموسم الدراسي 2009/2008 هو 143821 تلميذاً محققاً نسبة زيادة تبلغ 14% مقارنة مع أعداد الموسم الماضي »126879« تلميذاً. وبالتالي انتقل عدد الأقسام بالعمومي من 3148 إلى 3363 خلال السنة الدراسية الحالية أي بزيادة 213 قسماً. إن هذه الزيادة في الأقسام والتلاميذ حتمت توسيع الطاقة الاستيعابية بهذا السلك، وإعادة النظر في توزيع قطاعات الروافد داخل الجهة بغية تقريب المؤسسات من المتمدرسين من جهة وترشيد استعمال التجهيزات الأساسية التعليمية والموارد البشرية المتوفرة . ومن بين المبادرات التي اتخذت في هذا الصدد: توجيه تلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي الى الجذوع المشتركة بأقرب مؤسسة إليهم ولو خارج نفوذ النيابة التي ينتمون إليها خلق توازن بين المؤسسات التي تشتمل على شعبة الاقتصاد والتدبير استقبال التلاميذ الموجهين الى التقني الصناعي من نيابة البرنوصي بنيابتي أنفا والمحمدية تفعيل التوجيهات الواردة بالمذكرة 61 والمتعلقة بالخريطة التربوية للتعليم التقني. إلا أنه رغم المجهودات المبذولة والتقدم الملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مازالت الوضعية بالسلك الثانوي التأهيلي والجامعة تعاني الكثير من النقائص والثغرات. فعدد المتمدرسين في سن 17/15 هو أقل من نصف هذه الفئة العمرية على المستوى الوطني (في حين جهة الدارالبيضاء حققت نسبة تقارب 78%) فضلا عن أن عدد الطلبة بالجامعة لا يكاد يتجاوز 10 من بين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 23 سنة. ثم إن أعداداً كبيرة من الحاصلين على شهادات التعليم العالي لا تجد منافذ كافية الى سوق الشغل. وقد عملت الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء على تنمية العرض التربوي بهذا السلك التعليمي، إلا أنه ينبغي أن تتواصل المجهودات وتكتمل باعتماد منهجية إرادية وطموحة من أجل تحقيق تقدم ملموس وواضح، ولهذه الغاية، يقترح برنامج عمل الأكاديمية اتخاذ مجموعة من التدابير العلمية لحفز وتشجيع المبادرة والتفوق في المستوى الثانوي التأهيلي، وذلك باعتماد ما يلي: تعزيز العرض في الثانوي التأهيلي العمومي عن طريق تأهيل وتطوير شبكة الثانويات التأهيلية. تشجيع التفوق عبر إنشاء «ثانويات تأهليلية مرجعية»، «وثانويات التفوق التأهيلية« وتطوير الأقسام التحضيرية للمدارس العليا. ولا يمكن تحقيق أي تقدم أو تنفيذ أي قرار إلا بتكاثف جميع المصالح المختصة، لأن ذلك يتطلب مواكبة مستمرة لتطور التمدرس بالتعليم الثانوي التأهيلي، وتسريع وتيرة إحداث الثانويات التأهيلية لضمان تغطية كافية وتعزيز القدرة الاستيعابية، وذلك من خلال تشييد ثانويات تأهيلية جديدة والقيام بتوسيعات وتأهيل ما هو متوفر. وعلى غرار المؤسسات الابتدائية والثانويات الإعدادية، ستستفيد مجموعة من الثانويات التأهيلية والداخليات من برنامج التأهيل قصد ضمان أحسن الظروف المادية لتعليم التلاميذ وإيوائهم. وستلي هذه الحملة عملية إرساء آليات للصيانة الوقائية في كل ثانوية تأهيلية حتى يتم ضمان دوام جودة الفضاءات التعليمية. وسيخصص في هذا الصدد بند من الميزانية السنوية للأكاديميات للصيانة الوقائية.