يصدر نجم موسيقى الراي الشاب قادر ألبومه الجديد بعد حوالي عقد من الزمن آملًا أن يساعد في "تقريب المغاربة والجزائريين أكثر. غياب حوالي عشرة سنوات، يعود نجم الراي المغربي الشاب قادر للساحة الموسيقية العالمية. ويعتقد أن ألبومه الجديد "ديما راي" المقرر صدوره في يناير يمثل مصالحة مع جمهوره ومشجعيه في جميع أنحاء العالم. مغاربية أجرت هذا الحوار مع قادر في الدارالبيضاء للحديث عن مساره وألبومه الجديد ورسالته للشباب المغاربي. مغاربية: ما سرّ هذا الغياب لحوالي عشرين سنة عن الساحة الغنائية؟ الشاب قادر: في الواقع ليس لدي أي تفسير واضح. صحيح أن أهم فترة في مسيرتي الفنية كانت بين 1987 و 1991 لما أصدرت أربعة ألبومات بمعدل ألبوم في السنة. أعتقد أنني فعلت ما يجب في هذا الشأن. بعدها، واجهت بعض المشاكل مع شركتي السابقة للتسجيل التي لم تساندني كما ينبغي على المستوى الدولي. كنت من بين القلة من الفنانين التي آمنت بمستقبل موسيقى الراي على الساحة العالمية لكن للأسف شركة انتاجنا وضعت ثقتها في فنانين آخرين وركزت على تطورهم. أدركت أنه سيأتي وقت علي أن أتوقف فيه وأفكر مليًا في الأمور ومحاولة الانطلاق بطريقة أفضل. لكن للأسف في هذه المهنة تعرف متى تتوقف لكن لا تعرف أبدا متى ستبدأ من جديد لأننا لسنا وحدنا من يمسك بزمام الأمور. مغاربية: لكن عشرين سنة مدة طويلة، أليس كذلك؟ الشاب قادر: في الواقع ليست عشرون سنة، بل عشرة سنوات. في 2001، أصدرت ألبومًا يحمل عنوان ماني يضم أغنية ماجيتي. لقي إقبالًا جيدًا في المغرب وخارجه. للأسف حدث نفس الشيء للمرة الثانية، بمعنى آخر، غياب تام للتطور. لكنني لست ممن يضغطون على القدر. ماني لم تكن مبرمجة بل جاءت بالمصادفة. وأعددت الألبوم لما طلب مني صديق، مرتب موسيقى، أن أعد له نسخة لما كنت أحضره في الاستوديو. وبعد أسبوع اتصلت بي يونيفرسال لتطلب مني إمكانية العمل معًا. وهكذا رأى الألبوم النور الذي صدر في صيف 2001. مغاربية: ما هي خططك المستقبلية؟ الشاب قادر: لدي مجموعة من الخطط في الواقع. أولاً ألبومي الجديد الذي سيصدر في يناير. إنه يجمع نوعًا ما كل ما قدمته لحد الآن مع بعض الأغاني الأصلية الرائعة، فقد احتفظت فيه ببعض الأغاني الأصلية منها سيد الهواري وسال دم دراي. هذه الأغاني لها تاريخ جيد. وهناك أيضا أغان أخرى لا يعرفها الجمهور المغربي منها نية أو ديما راي وهي أغنية للأمل تهدف إلى تقريب المغاربة والجزائريين أكثر. موسيقى الراي كانت دائما نقطة قوة مشتركة تقرب الشعوب المغاربية أكثر. أعتقد أيضا أن الموسيقى تلعب دائمًا دورًا هامًا في العالم خاصة كأداة تثقيف ومصالحة رغم المشاكل السياسية. ومهما يحدث لا يمكنك أن توقف أو تحد من المبادلات الثقافية بين الشعوب. وبهذه الطريقة يمكن للموسيقى أن تكون سبيلًا لإحلال السلام. وفي 2011، سأغني في عدد من المهرجانات في مختلف أجزاء المغرب. ومع نهاية 2011، سأصدر ألبومًا جديدًا بالكامل أعمل حاليًا على تحضيره. مغاربية: الجمهور لا يعرف جيدًا أصولك. فالبعض يعتقد أنك جزائري فيما يعتقد آخرون أنك مغربي. الشاب قادر: هذا صحيح فعادة ما يسألني الناس عن هذا الأمر. وُلدت سنة 1966 في وهران من أبوين مغربيين. وبسبب قضية الصحراء في 1975، غادرنا الجزائر. عشت لبضعة أشهر في المغرب ثم غادرت سنة 1976 إلى فرنسا لأنضم إلى والدي الذي كان يعيش هناك. وعشت في فرنسا منذ ذلك الحين، لكنني مغربي. أغنية بغيت بلادي هي جواب نوعًا ما على الأسئلة التي يطرحها عليّ المبحرون على الانترنت بشكل خاص عن أصولي. وهذا لا يعني أنني لا أحب الجزائريين. على العكس، أكن احترامًا كبيرًا لكافة الشعب الجزائري. علاوة على ذلك، أغنيتي سيد الهواري قبل حوالي عشرين سنة هي عربون امتنان للحي الوهراني الذي ترعرعت فيه وللجزائر وشعبها. مغاربية: هل أسلوبك الموسيقي الذي يطغى عليه الكمان مختلف عن أساليب الراي الأخرى؟ الشاب قادر: أعتقد أنني من أوائل الفنانين الذين أسسوا موسيقى الراي الطبيعي. الكلمة "طبيعي" جد مهمة. ففي الجزائر والمغرب استمعت لمعظم الأساليب الموسيقية وحتى التقليدية منها. وفي فرنسا اكتشفت الأغاني العالمية. هذا يعني أنني انغمست في كافة هذه الأنواع الموسيقية. بالنسبة للراي، حاولت خلق مزيج خاص من أسلوبين موسيقيين مختلفين وهما التقليدي والمعاصر. عودة إلى الكمان، أنا من عشاق الموسيقى الكلاسيكية. كنت دائما أحلم بالراي الكلاسيكي والأوركيستري. كما أنني أعشق سانتانا وهذا ما يفسر الطبيعة الإلكترونية لموسيقاي. صحيح أن أسلوبي الموسيقي لم يكسبني جماهير كبيرة في البداية، لكن اتضح أن منتقديه حاكوه بعد مرور سنوات. لكنني أرى أن الكمان هو أساس موسيقى الراي. إذا تخليت عن هذه الآلة ستُفقده روحه وشيئًا ضروريًا فيما يخص الأنغام. مغاربية: ما رأيك في موسيقى الراي اليوم؟ الشاب قادر: بصراحة، لم تعد هناك موسيقى راي اليوم. أنا أتحدث فقط عما أراه. الراي اليوم يفتقد إلى الإلهام. وهذا شبيه بالسيارة التي فقدت محركها. مغاربية: ما هي رسالتك للشباب المغاربي؟ الشاب قادر: عليكم أن تناضلوا كل يوم. لدينا ثروة ثقافية هامة تحتاج إلى تطوير. علينا أن نبذل دائمًا جهودًا أكبر ونؤمن بها. بفضل الإعلام والانترنت هناك انفتاح أكبر على العالم. وهذا أمر جيد لكن في نفس الوقت يجب أن لا ينسى المرء جذوره