تعرضت جريدة الأهرام المصرية لموجة نقد حادة إثر قيامها بتعديلات على إحدى صور قمة شرم الشيخ التي عقدت مؤخرا لإطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعمدت الصحيفة إلى جعل الرئيس المصري حسني مبارك في المقدمة، بينما كان في أقصى اليسار في الصورة الأصلية التي تجمعه مع كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو. وخطأ الأهرام، أكبر جريدة يومية في مصر، أنها لم تشر إلى ذلك مما اعتبره منتقدوها بأنه خدعة وسعي لتمرير رسالة سياسية تقول بأن الرئيس المصري هو قائد محادثات السلام بمنطقة الشرق الأوسط. وفي تقرير مستفيض خصصته للحديث عن الصورة، ونشرته اليوم عبر موقعها الإلكتروني، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الصورة الأصلية، التي جرى التقاطها في البيت الأبيض عند إعادة إطلاق المحادثات بصورة رسمية، تظهر الرئيس باراك أوباما وهو يقود الزعماء، بينما يسير الرئيس مبارك في الخلف. وأوضحت الهيئة الإذاعية أن صحيفة الأهرام أرفقت الصورة ( التي تم التلاعب بها ) مع مقال نشرته بعددها الصادر أول أمس الثلاثاء تحت عنوان "الطريق إلى شرم الشيخ". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، قد سافرا قبل يومين إلى منتجع شرم الشيخ، للقيام بالوساطة في المناقشات الإسرائيلية – الفلسطينية، التي استضافها الرئيس مبارك. ثم مضت البي بي سي لتبرز الانتقادات التي وجهتها في هذا الشأن حركة شباب السادس من نيسان / أبريل إلى الصحيفة، فقالت إن الحركة اتهمت "الأهرام" ( أكبر الصحف المصرية من حيث الانتشار والتداول ) بأنها تفتقد للاحترافية، لنشرها الصورة المُعَالجة من دون الإشارة إلى التعديلات التي أدخلتها عليها. في حين ذكرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة أن الصحيفة القومية الكبرى "أجرت عملية جراحية" للصورة لإظهار الرئيس مبارك في مقدمة الجمع والبقية تسير من خلفه. هذا وقد بادرت "الأهرام" منذ ذلك الحين باستبدال الصورة على موقعها الإلكتروني بصورة أخرى يظهر فيها القادة مجتمعين، وهم جالسين على كراسي في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر. في حين لم يتسنى للهيئة الإذاعية البريطانية أن تتصل بأي من مسؤولي الصحيفة اليومية الكبرى للتعليق على تلك الواقعة الغريبة.