"فوائد قوم عند قوم مصائب " هذا المثل المأثور ينطبق تماما على حال الأسر والأهالي المحاصرين بالثلوج الكثيفة التي تهاطلت في الآونة الأخيرة على قمم وسفوح الأطلس المتوسط . فإذا كان أغلب الفلاحين والمزارعين بالمنطقة قد استبشروا خيرا بالتساقطات المطرية والثلجية التي أنقذت نسبيا الموسم الفلاحي الحالي ، وأعادت الإبتسامة إلى وجوه شريحة عريضة من الساكنة التي ترتبط لقمة عيشها بما تجود به السماء عليها من غيث ، فإن الأمر يختلف جذريا بالنسبة للقاطنين في الدواوير المتاخمة لجبال الأطلس المتوسط والتابعة لقيادتي "تونفيت" و"إميلشيل" ك "أيت مرزوك " و"ترغيست " و"تمالوت" و" أوددي" .... وغيرها من المداشرالمعزولة نهائيا عن العالم الخارجي منذ يوم الإثنين المنصرم (16يناير الجاري) وإلى حدود كتابة هذه السطور . ووفقا لمصادر موثوقة تقطن بجوار المناطق المعزولة، فإن أزيد من 300أسرة تابعة لقيادتي "إميلشيل" و"تونفيت" تنقطع صلتها بالعالم الخارجي نهائيا كلما تساقطت الثلوج وإن بكميات قليلة كما حدث في هذه الأيام ، ويتكررهذا السيناريو المفجع سنويا خلال فصل الشتاء ويمتد لأسابيع عدة .