مازالت معاناة النساء الحوامل بتنوفيت وأنفكو مستمرة، رغم الضجة، التي أحدثتها وفاة 22 رضيعا تباعا في دواوير متفرقة..امرأة بدوار ترغيست فقدت طفلها (خاص) (ترغيست: 7حالات، وأنفكو: 7 حالات وأيت مرزوك: 5 حالات، وتمالوت: 3 حالات) بإقليم ميدلت، منذ أواخر شهر رمضان الماضي إلى حدود الشهر الجاري، ولم تتدخل وزارة الصحة لتهيئ مراكز صحية، وتوفير أطباء للكشف عن الحوامل، ومعرفة أسباب توالي الوفيات، وإما إذا كان الأمر يتعلق بوباء، أو بجهل النساء بالكشف المبكر خلال مرحلة الحمل. انتقلت "المغربية" إلى تلك الدواوير، وصادفت حالة وفاة جديدة منذ أسبوع بدوار أيت مرزوك، وأكد موحا أوعزو، الذي التقته الجريدة بمركز تونفيت، أنه فقد ابنه قبل أزيد من أسبوع، وعمره لا يتجاوز ثلاثة أشهر، مؤكدا أن الطفل ازداد في حالة جيدة وأنه فوجئ بوفاته. أما موحا أوقورشي، من دوار أيت مرزوك، فأكد أنه فقد ابنه، عماد، في أواخر رمضان، قبل متم شهره الثالث، موضحا أن النساء الحوامل لا يستطعن قطع مسافة 45 كيلومترا من أجل الكشف في المركز الصحي بتونفيت. وقال أوقورشي إنه، بسبب التساقطات المطرية الأخيرة، انقطعت الطريق بين دوار أيت مرزوك وتونفيت، وأصبح السكان يعيشون في عزلة، وينتظرون من الجهات المعنية فك الحصار. الوصول إلى دواوير أيت مرزوك وتمالوت وأكديم وترغيست وأنفكو، كان أمرا صعبا، إذ وجدنا في الطريق إلى دوار تمالوت الأوحال وفيضانات الوادي، وكنا نضطر كل نصف ساعة للتوقف، حتى تتمكن الجرافة (التراكس) من طمر المياه بواسطة الأحجار، وتكرر هذا الأمر مرات عدة. مررنا من طرق ومنعرجات صعبة جدا، وكلما اجتزنا منعرجا يردد سائق السيارة ومرافقونا عبارة "الحمد لله، على سلامتنا". و تطلب الذهاب إلى تلك الدواوير قطع مسافات تراوحت ما بين 60 و 70 و 30 و 50 كيلومترا. لم نستطع الوصول إلى دواري أيت مرزوك وأغدو، بسبب انقطاع الطريق نتيجة الفيضانات، فكانت الوجهة إلى دواوير ترغيست، وتمالوت، وأكديم، وأنفكو. التقت "المغربية" عددا من النساء والرجال، فقدوا أطفالهم، دون أن يعرفوا السبب الحقيقي للوفيات، وصرح أولياء الأمور بفقدانهم لأطفالهم لأسباب مختلفة. واكتفت وزارة الصحة ببعث لجنة طبية من تونفيت، تضم طبيبة رئيسة، وممرضا، ورئيس جماعة، من أجل الكشف على الرضع والأمهات الحوامل، وظل المركز الصحي بتونفيت فارغا، بدل أن يبعث المسؤولون لجنة أو لجنتين من وزارة الصحة ومن مندوبيتها بميدلت أو خنيفرة. وقالت حنان شوقي، طبيبة رئيسة بمركز تونفيت، ل "المغربية"، إن وفاة ثلاثة رضع بأنفكو كانت بسبب تعفن في الأمعاء، نتيجة استعمال الأمهات لمياه الوادي، أما الحالات الأخرى المتعلقة بوفاة 5 رضع، بدوار أيت مرزوك، فظهر بشأنها، حسب الطبيبة، أن أغلب النساء فقدن أجنتهن قبل الولادة، بسبب الزواج بين الأقارب، بينما علمت "المغربية"، حين التقت آباء بعض الرضع، أن رضيعين توفيا بعد الولادة بمدة ثلاثة أشهر.