أعلنت عائلة الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، عن وفاة الأخير عن عمر يناهز 86 سنة، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس". وانتمى شيراك الذي تجمعه علاقات صداقة متينة مع المغرب ويحظى بمكانة خاصة لدى الأحزاب والشخصيات السياسية المغربية، لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، وانتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في 1995 وجدد له في 2002، قبل أن تنتهي رئاسته بتاريخ مايو 2007. خلال الفترة التي تولى خلالها جاك شيراك رئاسة فرنسا من 1995 حتى 2007، جمعته علاقات صداقة قوية مع الملك الراحل الحسن الثاني ومن ثم سلفه في الحكم جلالة الملك محمد السادس؛ أول زيارة للرئيس الفرنسي الأسبق إلى المغرب كانت في التاسع عشر من يوليوز 1995، التقى خلالها الراحل الملك الحسن الثاني، وألقى خلالها خطابا أمام الجالية الفرنسية في المغرب، لتبدأ بعدها سلسلة من الزيارات المتبادلة لشيراك والراحل الحسن الثاني، ثم بعده جلالة الملك السادس. وبعد رحيل الحسن الثاني، كانت زيارة شيراك الأولى إلى المغرب يوم التاسع من أكتوبر 2003، والتقى خلالها جلالة الملك محمد السادس، ثم بعد ذلك زار ثلاث مدن مغربية، هي فاس وطنجة والرباط، كما كان اليوم الأخير من زيارته للمغرب، 11 أكتوبر، مناسبة لإلقائه خطابا أمام البرلمان المغربي بغرفتيه الأولى والثانية. وبالموازاة مع زياراته الرسمية، داوم الرئيس الفرنسي الراحل على زيارة المغرب، فبالرغم من تقدمه في السن ظل يزور مدينة تارودانت التي علق بها قلبه وزوجته برناديت، حيث وجد في هدوء المدينة واعتدال طقسها ملاذا للاستمتاع بتقاعده بعيدا عن ضغوط المسؤوليات السياسية، وتمكن من ربط علاقات إنسانية مع ساكنة المدينة الذين اعتادوا رؤيته بينهم، بدون بروتوكول، متجولا في شوارع وأسواق المدينة. وحظي شيراك بتأييد شعبي واسع خلال رئاسته لفرنسا، خصوصا موقفه من الغزو الأمريكي للعراق، الذي أعرب عن معارضته لخطوة بوش الابن سنة 2003، حيث قال وقتها: "بالنسبة لنا تعد الحرب دائما دليلا على الفشل وأسوأ الحلول، ولذا يجب بذل الجهود لتجنبها" ، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن. كتب جاك شيراك ستة كتب منها "خطاب لفرنسا في لحظة الاختيار"، و"بصيص من الأمل: تأملات في المساء من أجل الصباح" و"فرنسا للجميع" بالإضافة إلى كتاب "كل خطوة ينبغي أن تكون هدفا" وهو عبارة عن سيرة ذاتية، تحدث فيه عن أصول عائلته وحياته الاجتماعية والسياسية. وحصل شيراك على عدد من الأوسمة منها وسام جوقة الشرف الجراند كروا، ووسام الاستحقاق الوطني الجراند كروا، ووسام الاستحقاق في مجال الزراعة و في مجال الفنون والآداب برتبة فارس.