يعتبر الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الخميس، عن عمر ناهز 86 عامًا، أحد أصدقاء المغرب الأوفياء. إذ أعلن في أول ولاية لحكمه أن المغرب هو الحليف الأول له في المنطقتين العربية والإفريقية، و جاء ذلك في إطار الخطاب الذي ألقاه في 19 يوليوز 1995، أمام الجالية الفرنسية في المغرب، ضمن الزيارة التي خصصها وقتها للبلاد، والتقى خلالها صديقه المقرب، الملك الراحل الحسن الثاني، لتليها بعدها مجموعة من الزيارات بين الدولتين، واستمرت هذه العلاقة القوية مع الملك محمد السادس. ويعرف شيراك بأنه من الداعمين لقضية الوحدة الترابية، إذ حاول مرارًا خلال فترة حكمه، تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، يقضي بإنهاء الصراع بين الجارتين والوصول لحل نهائي لمسألة الصحراء المغربية. وكان الرئيس الفرنسي الراحل، مداومًا على زيارة المغرب برفقة حرمه، بعد انتهاء مهامه السياسية، رغم تقدمه في السن، خاصة مدينة تارودانت، التي صار أسيرًا لحبها، حيث وجد في هدوئها واعتدالها ملاذا للاستمتاع بجمالها الخلاب، وتمكن من ربط علاقات إنسانية مع ساكنة المنطقة، الذين اعتادوا رؤيته بينهم، بدون بروتوكول، متجولا في شوارعها وأسواقها. وظلت الوجهة المفضلة له، إلى أن ألمت به وعكة الصحية، أجبرته سنة 2015 على مغادرة تارودانت التي عشقها لتلقي العلاج بباريس. وترتدي علاقة شيراك مع المغرب والأسرة الملكية طابعًا خاصًا، إذ تبقى من بين العلاقات الناجحة في تاريخ المملكة التي استمرت بعد وفاة العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، وظلت مكانة شيراك محاطة بالتقدير والعناية اللازمة التي يكرم بها الملك محمد السادس ضيف المملكة وحليفها التاريخي في فرنسا. ويذكر أن شيراك تولى رئاسة الجمهورية الفرنسية، خلال الفترة الممتدة ما بين 1995 و 2012، وعلى الساحة الدولية، سيذكر العالم شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولاياتالمتحدة برفضه الدخول في حرب العراق عام 2003.