نظم حزب الاستقلال بمدينة العيون، السبت الماضي، تجمع خطابي وُصف ب" الضخم"، إذ جمع الآلاف من المواطنين، وفي هذا اللقاء وجه الأمين العام للحزب نزار بركة، رسائل سياسية "حادة" للحكومة ومنافسي حزبه. كيف يمكن قراءة هذه الخرجة السياسية لحزب الاستقلال، وانطلاقها بالضبط من الأقاليم الجنوبية، هل هي حملة انتخابية سابقة لاوانها في إطار التنافس الحزبي استعدادا لانتخابات 2021. موقع القناة الثانية حاور، عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري في "فقرة ثلاثة أسئلة" حول هذا الموضوع. نص الحوار كالتالي... ما قراءتكم لخروج حزب الاستقلال في تجمع خطابي ضخم أقامه بالعيون، هل هذه حملة انتخابية سابقة لأوانها؟ جميع الأحزاب السياسية يجب أن تقوم بحملات انتخابية سابقة لأوانها، وهذا ليس بمسألة سلبية، كل حزب سياسي يعمل على التواصل مع المواطنين وحشدهم واستقطابهم وتقديم برنامجه، وهذا ليس مخالفا للأخلاق السياسية وللقانون، لكن الممنوع هو مباشرة الدعوة لانتخاب شخص معين ينتمي لحزب معين قبل المهلة القانونية والتي تكون 15 يوما قبل الانتخابات. الدعوة إلى التصويت إلى شخص بعينه يجب أن يكون محترمة للقانون، أما الحملات التواصلية والتعبئة فتدخل في نشاط الأحزاب السياسية مباشرة بعد انتخابها سواء في الانتخابات المحلية أو التشريعية، وإلا ستتحول الأحزاب إلى دكاكين سياسية تفتح فقط 15 يوما قبل الانتخابات. لذلك، فإن حزب الاستقلال يسعى إلى القيام بحملة انتخابية قبل وقتها، فالحزب يهدف إلى أن يخلق ضجة في الساحة السياسية للفت الانتباه إليه. في نظرك، هل حزب "الميزان" يحاول العودة إلى الواجهة السياسية بعدما كان قد عاد إلى الخلف بعد تولي نزار بركة للأمانة العامة؟ الحزب يحاول إظهار أنه عائد بقوة، ولن يجد مكانا أفضلا من معاقله الأساسية وهي المدن الصحراوية، لأنه بالمدن الأخرى، كفاس، البيضاء، طنجة(..) يبقى حضوره ضعيفا، فإن اختيار المناطق الجنوبية في حملاته التواصلية يسعى إلى تثبيت قاعدته ثم الانطلاق إلى المدن الأخرى. أما بشأن نزار بركة هو على رأس الحزب لكنه لا يمثل كاريزما قوية مثلما كان يمثلها شباط وعلال الفاسي وغيرهم، فهو من ورائه شخصيات وعائلات قوية، ونخص بالذكر آل الرشيد، لذلك فلولا تحالف آل الرشيد مع نزار بركة ما كان لهذا الأخير أن يصل إلى قيادة الحزب، هذا دون إغفال الخصومة التي حصلت بين شباط والقيادي آل الرشيد، والتي ساهمت في تعزيز حظوظ بركة لقيادة "سفينة" الحزب. هل هذه الخرجة السياسية يمكن اعتبارها ردا على خرجة الأحرار التي أقيمت بالداخلة في فبراير الماضي، وأن حزب الاستقلال يبعث رسائل "مبطنة" تفيد أن المناطق الجنوبية هي معقله ولا يمكن أن ينازعه فيها أي حزب آخر؟ فعلا، حزب الاستقلال يتضرر بشكل كبير إذا ما حاول حزب معين أن ينافسه بهذه المناطق، نتذكر الصراع القوي الذي كان بين حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة حول هذه المسألة، لذلك نلاحظ الصراع بدء يتجدد مع حزب الأحرار وهذا الأخير يتنافس اليوم على موقع تصدر الانتخابات المقبلة بعدما كان حزب "البام" الذي يقوم بهذه المهمة.