قام حزب “الاستقلال” بإنزال “انتخابي بامتياز”، في مدينة العيون، عاصمة الصحراء المغربية، موجها بذلك رسائل سياسية إلى خصومه من الأحزاب التي تتنافس على “قيامة” 2021 الانتخابية. في هذا النزال، اتفق نزار بركة، الأمين العام لحزب “الميزان”، مع ما كان يطالب به الياس العماري، الأمين العام السابق لحزب “الأصالة والمعاصرة”، أي التسريع بتمكين مجالس الجهات من اختصاصاتها الذاتية التي منحها لها المشرع. طبعا العماري، اختار اللقاء الذي عقدته الحكومة مع المنتخبين بجهة طنجةتطوانالحسيمة، بعمالة فحص أنجرة في يناير 2019، ليمرر “مساجات” لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في حين اختار نزار بركة، ساحة المشوار بالعيون، أمام أزيد من 50 ألف من الحضور، ليصرح بأنه “من الأهمية بمكان ان نعطي الصدارة لجهات الأقاليم الجنوبية في تطبيق ورش الجهوية المتقدمة على أرض الواقع، وندعو الحكومة إلى التسريع بنقل الاختصاصات إلى المجالس الجهوية، التي من شأنها التمهيد لأفق الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”. كما هاجم نزار بركة حكومة العثماني، مطالبا إياها بتقديم توضيحات بخصوص الوعود التي سبق أن أعلنت عنها بتشغيل 1.2 مليون شابة وشاب في أفق 2021. من شباط إلى بركة.. هل يكرر “الاستقلال” نفس الأخطاء؟ في يونيو 2013، وقف حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب “الميزان”،الى جانب ولد الرشيد، في تجمع حاشد بمدينة العيون، مهاجما رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران، ومتهما إياه ب”التسبب في فيضانات التشيك”، آنذاك تحول كلام شباط إلى سخرية عارمة عمت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. في نفس اللقاء، الذي جاء بعدما اتخد المجلس الوطني لحزب الاستقلال قرار الانسحاب من التحالف الحكومي، أعلنت القيادة الاستقلالية أن اللقاء شهد حضور 50 ألف استقلالي واستقلالية. وهو نفس الرقم الذي تردده القيادة الحالية لحزب الاستقلال، لكن الغريب في الأمر أن نزار بركة يقوم بنفس الجولة التي قام بها شباط إبان 2013، يعني تكرار لنفس المسار الانتخابي. فهل يستفيد نزار بركة من أخطاء شباط؟. في البيان الذي أصدرته اللجنة المركزية لحزب “الاستقلال” بدا واضحا، كيف أن عائلة “ولد الرشيد” (من أعيان الصحراء) أصبحت مؤثر في القرار الداخلي لحزب الميزان، وهذا ليس خفيا على حد، فمنذ المؤتمر الأخير ظهر جليا الدور الكبير الذي لعبه حمدي ولد الرشيد في إسقاط حميد شباط، ليس هذا فقط بل حتى شباط كان في مرحلته السابقة يستمد قوته من “ال الرشيد”. ونوهت اللجنة المركزية ب:”المساهمة الفاعلة لكل من سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، في تعزيز القوة التفاوضية للموقف المغربي الثابت؛ إلى جانب الجهود المبذولة من قبل مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي للعيون و كافة المنتخبين المحليين وفعاليات المجتمع المدني المسؤول في هذه الأقاليم، الذين خاضوا إلى جانب الديبلوماسية الرسمية، معركة اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي وغيرهما من برامج التنمية والتعاون الدوليَيْن، والتي تؤكد استفادة ساكنة الأقاليم الجنوبية من منافع الموارد الطبيعية المحلية، وثمار الاتفاقيات الدولية والبرامج التنموية” وفق تعبير البيان. قيامة 2021.. من يكون أرنب السباق؟ في الوقت الذي اشتدت فيه المنافسة، بين أحزاب “التجمع الوطني للأحرار” و”العدالة والتنمية” و”الاستقلال”، على من سيتصدر المشهد الحزبي خلال 2021، يطرح متتبعين للشأن العام سؤالا مركزيا : من يكون أرنب سباق 2021، فإذا كان شباط أرنب سباق 2015 و2016 (الاستحقاقات الجماعية والبرلمانية) حيث تنافس الغريمين “بيجيدي/بام” على الفوز بتلك الاستحقاقات، هل سيكون نزار بركة بدوره أرنب سباق للمعركة المقبلة لسنة 2021؟. مصدر مطلع على كواليس ما يجري في قلب العاصمة، قال بأن "نزار بركة لن يكون سوى أرنب سباق لمعركة حامية الوطيس، فالمعطيات السياسية الحالية تقدر تبدل هنا تال نتخابات 2021″، موضحا أن "المحاولات لي كايدير نزار دبا خصوصا اللقاء اللي غايدير ف فيلا ديالو نهار الجمعة، مغاديش تنفعو الا فحاجة واحدة وهي أنه يبان أرنب سباق ل2021". وحسب وزير استقلالي سابق فإن "الرسالة الملكية التي حملها نزار بركة الى رئيس الجمهورية الموريتانية، جعلت عدد من الاستقلاليين يرون أنها اشارة سياسية لكن المؤكد منه أن الملك لا يتدخل في الشؤون الحزبية، وبالتالي فالذي يجب أن تفهمه القيادة الاستقلالية الحالية هي أن حمل الرسالة لا يعني الضوء الأخضر للفوز بانتخابات2021".