بعد أن خرج وأنصاره خاويي الوفاض من معركة انتخاب الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال، وقيادته باللجنة التنفيذية، عاد حميد شباط والذي بات كالغريق الذي يمسك بأي قشة للإفلات من العزلة التي فرضها عليه حمدي ولد الرشيد، قائد مخطط الإطاحة به من رأس "حزب علال الفاسي"، (عاد شباط) إلى قلعته بفاس، والتي طرده من عموديتها "إخوان بنكيران" في الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015، حيث عقد، مساء أول أمس الأحد، تجمعا مصغرا مع أنصاره، والذين ساندوه خلال المؤتمر الأخير. وفي هذا الصدد علمت "اليوم24" من مصادر داخل حزب الاستقلال، أن لقاء شباط بفاس، تسبب في ضجة كبيرة وصلت إلى القيادة الجديدة لحزب الاستقلال، حين عمم أنصاره دعوات لحضور تجمع كان سيرأسه شباط بالمنتجع السياحي بضواحي فاس، والتابع للأعمال الاجتماعية لنقابة الاتحاد العام للشغالين، والتي يرأسها صهر ولد الرشيد، مما دفع النعمة ميارة بحسب مصدر قريب منه، إلى الاتصال بمدير المنتجع لمنع شباط من إجراء أي تجمع بمقرات النقابة. رد شباط وأنصاره على قرار النعمة ميارة الكاتب العام الجديد على نقابة الاستقلال، والقاضي بمنع شباط من الدخول إلى منتجع جمعية الأعمال الاجتماعية لنقابته بفاس، (رد شباط) بنقل لقائهم التواصلي إلى مركز الفنون الجميلة بوسط مدينة فاس، تابع لممتلكات حزب الاستقلال، وهو ما استدعى أيضا، تقول مصادر حزبية قريبة من الموضوع، تدخلا عاجلا من الطيب الشرقاوي مدير المركز العام لمقر حزب الاستقلال بالرباط، والمسؤول عن ممتلكات حزب الميزان، والذي اتصل بشباط واستفسره حول صفته لعقد هذا اللقاء التواصلي بإحدى مقرات حزب الاستقلال بفاس. بعد عمليات شد الحبل ما بين شباط وقيادة الاستقلاليين، نجح الأمين العام السابق في عقد تجمع صغير بداخل إحدى القاعات التابعة لمركز الفنون الجميلة، بطريق عين الشقف، حضره عدد قليل من أنصاره، حيث ربط شباط هذا اللقاء بكونه جاء بمبادرة منه لتقديم شكره لأنصاره، والذين ساندوه في معركته الأخيرة لانتخاب الأمين العام الجديد. والمثير في لقاء شباط بأنصاره، أنه صام عن مهاجمته لخلفه الأمين العام الجديد نزار بركة، والذي ظل يصفه بمرشح المخزن، حيث عمد شباط إلى الإشادة به في تجمعه الصغير، وتمنى للقيادة الجديدة بأن تتفوق في تدبير حزب علال الفاسي، ومنحه الصورة الجديدة التي يريدها الاستقلاليون، وطلب من أنصاره الانخراط في مساعدة نزار بركة في أداء مهمته بنجاح، يقول شباط. وحرص شباط وهو يُخاطب أنصاره، بدعوتهم إلى نسيان الخلافات مع "تيار ولد الرشيد" بدون أن يذكره بالاسم، وقال لهم "حنا أولاد اليوم"، وتنتظرنا مهمة جسيمة لتكوين عائلة استقلالية متماسكة لمواجهة خصوم حزب الاستقلال، دون أن يشير إلى الخصوم الذين يقصدهم شباط، وهي إشارة فهمها الحاضرون قبل المتتبعين على أن شباط ما زال يعول على دهائه السياسي، للبحث لنفسه عن مخرج بعد الإطاحة به من قيادة حزب الاستقلال، حيث يروج بفاس بحسب مصادر قريبة من حزب الاستقلال، بحث شباط عن مهمة المنسق الجهوي لحزبه بجهة فاس/ مكناس، بعدما لم تعد له صفة أخرى غير عضويته بفريق الاستقلاليين بمجلس النواب، وكذا مهمة كاتب فرع قلعته الانتخابية بحي بنسودة الشعبي، والذي ظل يحتفظ به منذ سنة 1997، عقب دخوله لأول مرة إلى قبة البرلمان.