بعد عرض أول خاص بالصحافة، اكتشف جمهور المهرجان الدولي للفيلم عشية يوم الجمعة الفيلم اللبناني "كفر ناحوم"، للمخرجة نادين اللبكي، الفيلم الذي عرض امام قاعة مليئة عن آخرها، شكل احدى اقوى لحظات المهرجان، والذي تختم دورته 17 يومه السبت. الفيلم الذي تبلغ مدته الزمنية ساعتين، تميز بالأداء المبهر للثلاثي زين الرفيع في دور زين ويوردانوس شيفراو في دور رحيل وبولواتيف تريزور بانكول في دور الرضيع يونس. الفيلم الذي اعتمد على ممثلين غير محترفين، يحكي قصة الطفل اللاجئ السوري زين البالغ من العمر 13، يعيش في فقر مدقع مع عائلته، ومما زاد من قساوة العيش أن عائلة زين قررت تزويج ابنتها البالغة من العمر 11 سنة، وهو الأمر الذي سيغضب زين الذي سيضطر للهرب، حيث سيلتقي بمهاجرة اثيوبية ستستضيفه في منزلها مقابل الاعتناء بطفلها يونس، ومن خلال علاقة زين ويونس نكتشف يوميات القسوة في بيروت من خلال مشاهد كوميدية، واخرى حزينة دفعت جزء مهم من جمهور القاعة للبكاء. زين بعد علمه بوفاة اخته سيقرر الانتقام من زوجها بالاعتداء عليه، مما سيدخله السجن، حيث سيقرر رفع دعوى قضائية ضد عائلته. بفضل هذا الشريط قطعت اللبكي شوطا جديدا في طريق العالمية، حيث أنها فازت بجائزة التحكيم في مهرجان كان، ورشحت للغولدن غلوب، كما أن الشريط سيوزع عبر دول العالم من بينها المغرب. في كفر ناحوم قدمت اللبكي شريطا جماهيريا حيث أظهرت قدرة كبيرة في التحكم في آليات إنجاز فيلم يعتمد على سيناريو متماسك حافل بالمتغيرات التي تجعل المتفرج في حالة تحفز دائما، كما أن الاعتماد على ممثلين مبتدئين منح الفيلم صدقا اضافيا جعل الجمهور يتماهى مع شخصياته. اللبكي تعلم جيدا أن الفيلم الناجح جماهيريا هو الذي يذهب عند المشاهد ولا يطلب منه مجهودا كبيرا للفهم، حيث أن بنية الفيلم ورغم اعتمادها على الفلاش باك أحيانا، فإنها قد حافظت على تشكيلة الحكي المتسلسل. وتبقى نقطة قوة الشريط هي إدارة الممثلين حيث يبدو جليا أن اللبكي اخذت وقتها الكافي لتحضير ممثليها ونفس الشيء ينطبق على أماكن التصوير