قالت المخرجة اللبنانية نادين لبكي إن ما يحدث في الواقع العربي أسوأ بكثير مما تصوّره مشاهد فيلمها "كفر ناحوم"، الذي عُرِضَ بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مضيفة، في جواب عن سؤال لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الواقع أبشع بكثير، وأن فيلمها ارتكز على أبحاث استمرت أربع سنوات من أجل كتابة نصّه. ونفت لبكي عن فيلمها سمة "الإفراط في الواقعية"، موضّحة أنه "لا يمكن تخيل العذاب الذي يمر منه الأطفال، والتهميش الذي يلقونه، والاغتصاب، والضرب، والجوع، والإهمال". وزادت قائلة إن كل مشهد من الفيلم مستوحى من شيء رأَته وشاهدته وسمعته. وذكرت لبكي، في سياق تفاعلها مع أسئلة الصحافيين في مائدة مستديرة نُظّمت في إطار أنشطة الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أنه كان عليها التأقلم مع الممثلين غير المحترفين الذين شخّصوا أدوار فيلمها، لأنه لا يمكن أن يحفظوا النص بكامله، أو أن يعرفوا مكان ذهابهم وإيابهم. وأضافت أنه كان عليها خلق مساحة حتى يستطيعوا الإحساس بأنهم طبيعيون "كما هم" في وضعيات معينة ومشاهد معيّنة وحالات معيّنة، لا أن يمثّلوها. ووضّحت المخرجة اللبنانية أن الوقت والعلاقة مع الممثّلين سمحا بخلق جو من التعاون في مهمة إعداد الفيلم، ومكنّا من إحساس الممثلين بأنهم صوت الناس الذين يشخّصون أدوارهم. وزادت مؤكدة أنها تمارس عبر "كفر ناحوم" السياسة بطريقة مغايرة وبمفهومها الخاص، مشيرة إلى أن هدف فيلمها هو تغيير الأوضاع على أرض الواقع. ورأت لبكي في السينما وسيلة لطرح المشاكل وإيجاد حلول، مضيفة أنها أحست بأن من واجبها أن تسرد هذه المواضيع عن طريق ما تعرفه وهو السينما، نافية أن يكون ذلك خيارا، بل واجبا. وأوضحت أنه "كان من الضروري العمل عن طريق فن هادف لإيصال أصوات الأطفال المهمّشين الذين نراهم في الطرقات وهم يعملون، أو يبيعون العلكة، أو وهم مسجونون، ومسلُوبو الحقوق". وكشفت لبكي أن صعوبات الإنتاج اضطرت زوجَها إلى إنتاج الفيلم، رغم كونه موسيقيا لم يمارس الإنتاج من قبل. وسردت تفاصيل "ورطته"، واضطرارِهما إلى الاستدانة، وعدم دفع أقساط ولدهما بالمدرسة، واستئجارِهما أدوات التصوير، وجمعهما فريقا يجب الدفع له يوميا، في فترة تصوير امتدت ستة أشهر. وقالت المخرجة اللبنانية إنها في مرحلة المَنْتَجَة، التي استمرت سنتين، وجدت أن الأكذوبة الوحيدة في الفيلم هو دورها؛ لأنها ليست محامية، رغم إحساسها بقربها من شخصية المحامية عندما تتحدث مع المحامي والقاضي وإدارة السجون، وهو ما اضطرها إلى حذف جل المشاهد التي ظهرت فيها من الفيلم. كما كشفت لبكي أن محطتها القادمة بعد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش هي مدينة نيويوركالأمريكية، مذكّرة بأن فيلمها "كفر ناحوم"، الحاصل على جائزة لجنة التحكيم ب"مهرجان كان" في دورته ال71، والمرشح لنيل جائزة "غولدن غلوب" الأمريكية في صنف أحسن فيلم بلغة أجنبية، من المرتقب عرضه في قاعات العرض المغربية ابتداء من 12 دجنبر الجاري.