كانت لمياء بنجلون تتطلع في السنوات الأولى من دراستها إلى أن تصبح صيدلانية، إلا أن ولعها الكبير بالفن والموسيقى كرس مسارا مغايرا .. مسار إبداعي مميز في عزف وتلقين البيانو. ولعب الوسط الذي ترعرعت فيه لمياء بنجلون دورا مهما في ولوجها عالم الفن، حيث حصلت وهي طفلة على مجموعة من الآلات الموسيقية، ومنها بالخصوص آلة البيانو التي أهدتها لها خالتها المقيمة بالخارج. وهكذا استطاعت الفنانة بنجلون أن تقتحم المجال الفني وتحقق شغفها بالموسيقى في فترة لم تكن فيها التقاليد والأعراف الاجتماعية تسمح بسهولة بولوج المرأة عالم الفن والموسيقى. وولجت الفنانة بنجلون، التي استلهمت شغفها بالفن من أمها، ولقيت دعما من جدتها التي تابعت حينئذ دروسا في الصولفيج، المعهد الموسيقي بمدينة الدارالبيضاء حيث ازدادت، وتابعت تكوينا فنيا مكنها من إثبات ذاتها في التمرس الفني. وبعزيمة وموهبة قويتين، حصلت بنجلون التي زاوجت بين الدراسة والتكوين الموسيقي، على عدة شهادات موسيقية. واستطاعت هذه الفنانة، التي سارت على درب جدتها التي بصمت مسارها الفني وذكت اهتمامها بالموسيقى، أن تشبع عطشها لتعلم الموسيقى وتكرس بالتالي موهبتها الفنية. وتعمل الفنانة التي أبانت عن دراية عالية في العزف على آلة البيانو على تلقين هذا الفن لتلامذتها وطفليها اللذين يعشقان بدورهما عالم الفن والموسيقى. وتؤكد بنجلون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، أن الفن الذي كان يشكل طابوها بالنسبة للعديد من العائلات المغربية، أصبح يستقطب حاليا الكثير من الشباب، ذكورا وإناثا. وأوضحت عازفة البيانو، التي تحذوها إرادة لا تلين، أن الفضل في ولعها بالفن يرجع بالأساس إلى عائلتها، مشيرة إلى أن جميع أفراد أسرتها يعشقون الفن ويمارسونه في أوقات الفراغ. وأبرزت أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يعد مفخرة بالنسبة للنساء، ويشكل فرصة لإبراز المكتسبات التي حققنها في مختلف المجالات. وتكرس عازفة البيانو، التي تلقى الدعم من أسرتها الصغيرة، حياتها لتلقين الأجيال الصاعدة الموسيقى التي تشكل لغة كونية بامتياز، وذلك بعد أن نجحت في شق طريقها داخل عالم الثقافة والفن، الذي ظل لفترة طويلة حكرا على الرجال.