بعد تألقها في العديد من المحافل الدولية بعزفها المتميز على آلة البيانو، استطاعت الفنانة المغربية غيثة ساهر شد انتباه كبار المهتمين بالموسيقى الكلاسيكية بأمريكا من خلال الحفل الذي أحيته، أخيرا، في قاعة "كارنيجي هول" بنيويورك أحد محافل الموسيقى الكلاسيكية العريقة بالولايات المتحدة. العازفة المغربية غيثة ساهر تؤدي إحدى معزوفاتها وتميز الحفل الموسيقي الذي قدمته ساهر، بشباك تذاكر مقفل بتخصيص ريعه لمؤسسة الأطلس الكبير، كما تميز بتقديم روائع المعزوفات الكلاسيكية، التي نالت إعجاب الحاضرين الذين صفقوا لها طويلا. وجعل هذا التجاوب النقاد يصفونها بأنها تتميز "بأداء قوي تخترقه ليونة وسلاسة طبيعية، حيث الانسجام التام مع آلتها الموسيقية، متنقلة بخفة من صرامة وعمق المدرسة الكلاسيكية الأوروبية إلى الغنائية والشعرية المتوسطية الحاضرة بقوة، في الجزء الثاني من معزوفاتها التي تعكس تكوينها الشرقي". ومباشرة بعد انتهاء الحفل انهالت العروض على غيثة ساهر لإحياء حفلات أخرى، كما تسابق المهتمون بهذا الفن الراقي على إبرام عقود معها من فرط انبهارهم بجمال وعذوبة عزفها وتمكنها من كل النوتات الموسيقية الراقية. وأعربت العازفة غيثة عن "فخرها" بتمثيل المغرب في أعرق محافل الموسيقى الكلاسيكية بأمريكا. وتعد الفنانة المغربية غيثة ساهر العازفة العربية الوحيدة على آلة البيانو وأصغر الفنانين الثمانية، الذين جرى انتقاؤهم للمشاركة في تخليد الذكرى المائوية للموسيقار فريديريك شوبان بالنمسا قبل 8 سنوات، والمشاركة في المسابقة الدولية للعزف على آلة البيانو بمدينة بورتو البرتغالية، كما تعد من أشهر العازفات على آلة البيانو في إفريقيا والعالم العربي. وسبق لغيثة ساهر، التي ازدادت بالدارالبيضاء، وامتد مسارها الفني إلى مرحلة مبكرة من عمرها، أن توجت بمجموعة من الجوائز خصوصا في العزف على البيانو. وتطمح ساهر خريجة مدرسة ألفريد كورتو بباريس، إلى تشييد مستقبل مهني واعد في عالم الموسيقى، خصوصا بعد تتويجها بالعديد من الجوائز في مسابقات دولية خاصة بالعزف الفردي على آلة البيانو. وتتميز ساهر، التي تمتح من النمط الموسيقي لإسحاق ألبينيز والموسيقى الأندلسية عموما، بعزف موسوم بحس فني مرهف ومعبر، سندها في ذلك والدها الموسيقي العازف على آلة العود، الذي قوى عزيمتها، وإلى جانب العزف على "البيانو" تتقن غيثة فن رقص الباليه، ما يتجسد في تمايل جسدها وأيديها عند كل نهاية مقطع موسيقي.