كان جمهور مهرجان ربيع موسيقى الأليزي أمس السبت على موعد مع عدد من العروض الموسيقية احتفت بالآلات الموسيقية والأصوات المعبرة في لحظات تشاطر من خلالها الفنانون والحاضرون شغفا موسيقيا راقيا ٬يعبر عن كونية رسالة الفن الكلاسيكية. ففي حفل موسيقي لمجموعة تتألف من ستة عازفين فرنسيين٬ جمع بينهم تقاسمهم لشغف موسيقى الصالونات٬ استمتع جمهور المهرجان بمعزوفات موسيقية ٬حملت الحاضرين إلى عالم مفعم بالأحاسيس. سيمون ميلون٬ هيلين بار٬ مارين غاندون٬ إليزا هوتو٬أماندين روبيار وتيبو مودري الذين أدوا معزوفات من ريبرتواري دفوراك وتشايكوفسكي٬ انتقلوا خلال هذا الحفل٬الذي تميز بالخصوص بحضور المستشار الملكي أندري أزولاي٬ بالجمهور إلى زمن الرومانسية لحنا وعزفا وإحساسا٬ في انسجام بين آلتي الكمان والكمان الكبير "الفيولونسيل"٬ فضلا عن الأداء الساحر لأصوات انتقلت في مدارج سلم موسيقي زاخر. وقد تأسست هذه المجموعة عام 2009 داخل المعهد الوطني العالي للموسيقى بباريس٬ لتنطلق بذلك هذه المغامرة الموسيقية الحريصة على تقديم معزوفات تتسم بجرأة أدائها. وفي وقت سابق كان جمهور فضاء دار الصويري على موعد مع حوار فريد من نوعه على آلة البيانو٬ جمع بين الفنانتين المتألقتين على الساحتين المغربية والفرنسية دينا بنسعيد "المديرة الفنية للمهرجان" وريتا ساهر٬ في حفل حمل عنوان " بيانو أون فولي"٬ إذ أطلقت الفنانتان العنان للوحة مفاتيح النوتات الموسيقية٬ وقدمتا معزوفات لكل من موسورغسكي وألبينيز وغرانادوس ودي فالا إلى جانب سانت سينز٬ في أداء مفعم بدينامية كبيرة وإحساس عميق. وتعد دينا بنسعيد ٬المزدادة بالرباط عام 1989 والحاصلة على عدد من الجوائز بالمغرب وفرنسا٬ اسما واعدا في فضاء الفن الكلاسيكي بالمغرب٬ إذ تلقت تكوينا أكاديميا بعدد من المعاهد الموسيقية بباريس وراكمت تجربة هامة٬ كما تتقن دينا٬ وبالموازاة مع العزف٬ إدارة الأوركسترا. أما ريتا ساهر المزدادة بالدار البيضاء٬ فقد حصلت أيضا على جوائز عدة وشاركت في تظاهرات عالمية٬ كما ولجت مدرسة ألفريد كورتو للموسيقى بباريس بعد حصولها على شهادة الباكالوريا. كما استقبل المهرجان أمس السبت عددا من المواهب الشابة من المغرب والخارج٬ من خلال برنامج " بيانو أون فولي".