قال أحمد نور الدين، المحلل السياسي والخبير في قضية الصحراء المغربية، في تعليقه على خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش إن خطاب جلالته كان خطاب العقلانية والتسامح. واضاف نور الدين في فقرة "3 أسئلة " التي يعدها موقع القناة الثانية إن "تنقية الأجواء والمصالحة هي طوق نجاة النظام الجزائري قبل أن يكون له فائدة للمغرب " ؛ مردفا:"نتمنى أن يلقى هذا الخطاب آذانا صاغية وتجاوبا من القيادة الجزائرية لأن فيه مصلحة كبيرة للبلدين". كما عهدنا دائما جلالة الملك بتطرق في الكثير من خطاباته لعلاقة المغرب بالجزائر، ودائما ما يمد يده للجارة ويوجه لها رسائل مفادها طي صفحة الماضي ماتفسيركم للأمر؟ الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة حلول ذكرى عيد العرش المجيد يندرج في نفس الخط التحريري للخطب الملكية أو المراسلات التي كان يراسل فيها جلالته رؤساء الجزائر منذ اعتلاء جلالته للعرش. هذه الرسائل نجد فيها نفس التوجه وهو الدعوة إلى البناء المشترك لمستقبل البلدين الشقيقين وللمستقبل المغاربي والدعوة إلى نبذ الخلافات وطي صفحة الحرب الباردة التي تعود إلى القرن الماضي. متابعون للشأن السياسي يقولون إن المغرب متضرر كثيرا من الجزائر ورغم ذلك يترفع عن كل ما وقع ما تعليقكم على الأمر؟ أكيد، المغرب هو أول واحد يتنازل عن حقوقه، رغم أننا ندعو إلى طي الخلافات الماضية ، فالمتضرر من الستين سنة من استقلال الجزائر الى اليوم من كل ما جرى هو المغرب خلال حرب 1963 كان العدوان جزائريا واتهمونا بأننا نحن من اعتدى عليهم، كما أن الجزائر تراجعت عن التزامات الحكومة المؤقتة الجزائرية بارجاع الأراضي المغربية ، كما احتضنت الجزائر سنة 1972 تنظيمات عسكرية كانت تدربها من أجل قلب النظام في المغرب وبعد اكشاف المغرب للمؤامرة سنة 1973 لم يرد بالمثل. الجزائر قامت بجريمة نكراء فيها حقوق مدنية وإنسانية ومادية ل45 ألف عائلة مغربية طردتها الجزائر بغير إثم ولا جريمة ولا جريرة. انتقلنا أيضا بعد سنة 1975 إلى تمويل وتسليح الجزائر للحركة الانفصالية بل انخراط الجيش الجزائري في الحرب ضد المغرب ولدينا الأدلة على ذلك ، وأتحدث هنا عن حرب أمكالة 1 وأمكالة 2. الجزائر تتهمنا بإعلاق الحدود في التسعينات، أوضح أن المغرب لم يغلق الحدود، المغرب فقط فرض التأشيرة لأنه كانت هناك تهديدات إرهابية ومن حق المغرب أن يفرض التاشيرة لكي يعلم من يدخل إلى أراضيه والجزائر كرد فعل متشنج قامت بإغلاق الحدود. في ظل الخطاب الملكي السامي الأخير كيف تنظرون إلى العلاقات بين البلدين؟ الخطاب الأخير لجلالة الملك يقول إنه حتى الظروف التي أدت إلى إغلاق الحدود لم تعد قائمة وأنه لا جلالة الملك ولا الرئيس الحالي يتحملان مسؤولية تلك الظروف سنة 1994 لأن كلاهما لم يكونا آنذاك في سدة الحكم. كل خطب جلالة الملك كانت رسالتها طي صفحة الماضي رغم أن المغرب هو المتضرر، المفروض أن المغاربة هم من يجب أن يطالبوا بحقوقهم والتعويض عن الخسائر وعن الطرد وعن الهجومات في الصحراء المغربية لكن جلالة الملك ترفع عن كل هذه الأمور لينظر إلى المستقبل والواقع لأن الواقع الآن يقول إن هناك تهديدات وجودية للبلدين سواء إرهابية أو تهديديات للتكتلاث الاقتصادية الكبرى التي تحيط بالمنطقة المغاربية . كل العالم أصبح يسير بمنطق التكتلاث الاقتصادية الكبرى المنطقة الوحيدة التي لازالت ليس لها تكثل أو جمدت تكثلها هي المنطقة المغاربية، وبالتالي جلالة الملك حين دعا إلى طي صفحة الماضي والمصالحة والبناء المشترك هو يدعو في الحقيقية إلى مواجهة المشاكل الكبرى التي ستهدد البلدين. المبالغ الضخمة التي تصرف في الجزائر في السباق نحو التسلح تيقى المستشفيات الجزائرية أولى بتلك المليارات من أجل تجهيزها على الأقل بأجهزة الأكسجين في ظل هذه الجائحة. هذه المليارات يحتاج إليها المغرب كما الجزائر من أجل تنمية اقتصادينا وخلق فرص شغل وتحقيق الإقلاع الاقتصادي وبناء نموذج تنموي ليس للمغرب فقط بل للاتحاد المغاربي من أجل أن ندخل مصاف الدول الكبرى . وبالتالي، المنطقة المغاربية على كف عفريت والجنرالات كانهم يضعون قناعا أسودا على أعينهم، جلالة الملك وجه دعوة إلى ماتبقى من العقلانيين في النظام الجزائري لإبصار حقيقة الوضع والمخاطر الحقيقية التي تهدد المنطقة لأنه حينما يسود الوئام وحسن الجوار فإن الشعبين سيكسبان مليارات الدولارات وسيسلكان طريق النجاح.