شبح العطش يهدد من جديد ساكنة إقليم زاكورة، حيث أكدت فعاليات المجتمع المدني أن الإقليم "يعيش أزمة مائية لم يسبق لها مثيل". وأوضح جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة أن هذه الأزمة "راجعة إلى تدهور الموارد المائية السطحية والباطنية وتراجع مخزون هذه الموارد"، مشيرا إلى أن "المياه الجوفية استنزفت بشكل خطير خلال هذه السنة وهو ما عمق من معاناة الساكنة". واضاف أقشباب في تصريح لموقع القناة الثانية أن الساكنة "تموت اليوم عطشا، والواحات أيضا"، موضحا: "نتفهم أن هناك ظروفا مناخية ساهمت في هذا الوضع بسبب تراجع التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة، لكن هناك أيضا سوء تدبير للموارد المائية بالمنطقة وتشجيع زراعة البطيخ الأحمر الذي يستنزف الفرشة المائية".
ودعا أقشباب إلى جانب فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة إلى "إصدار قانون عاملي يعتبر إقليم زاكورة منطقة جافة ومنكوبة، ضرورة إحداث وكالة جديدة للحوض المائي درعة بمدينة زاكورة، اتخاذ إجراءات وتدابير استعجالية لتوفير الماء الصالح للشرب للمواطن ، ومياه السقي للواحات، ثم رفع حجم الاستثمارات المائية بالإقليم والاستفادة من برنامج التزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي خاصة إحداث سدود ومحطات جديدة لتحلية المياه المالحة". هذا ودعت فعاليات المجتمع المدني إلى أن "ضرورة إحداث آليات لتحقيق الالتقائية والتنسيق بين المؤسسات المائية، وقف زراعة البطيخ الاحمر بمناطق الواحات باعتبارها زراعة دخيلة وغير مستدامة ومستنزفة للفرشة المائية وتشجيع وتحفيز الفلاحين على تملك زراعات بديلة، تثمين الموارد المائية بتوجيهها إلى تحقيق الأمن المائي أولا وثانيا سقي الزراعات الاستراتيجية، ثم تفعيل قانون الماء 15/36 للحد من استنزاف الموارد المائية والحد من التسيب في حفر الابار".