مع بداية كل فصل صيف تتجدد معاناة ساكنة إقليم زاكورة مع مشكل نذرة المياه الصالحة للشرب، مما دفع بالعديد من الفاعلين إلى رق ناقوس الخطر وتوجيه نداءات للجهات المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل. وبحسب مصادر متفرقة، فإن أحد أهم أسباب أزمة العطش التي تعاني منها منطقة زاكورة والتي تقض مضجع ساكنة أغلب الجماعات التابعة للإقليم هو تزايد نشاط زراعة البطيخ الأحمر. وكانت جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة قد طالبت وزراة الفلاحة بوقف زراعة البطيخ الأحمر "الدلاح" بسبب استنزافه للفرشة المائية الباطنية، واعتماد "مقاربة فلاحية مستدامة ومندمجة بالواحات". وفي السياق ذاته، قال رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة جمال أقشباب لجريدة "العمق"، إن إقليم زاكورة يشهد اليوم أزمة مياه حادة وخانقة لم يسبق لها مثيل، ناتجة عن تدهور الموارد المائية السطحية والباطنية، وتراجع المخزون المائي للموارد". أقشباب ذكر أن المياه السطحية لا تتعدى 100 مليون متر مكعب في سد المنصور الذهبي، بينما حقينة السد لا تتجاوز تقريبا 20 في المئة. كما شهدت المياه الجوفية خلال هذه السنة تراجعا كبيرا بسبب الاستنزاف الخطير لهذه الموارد". وبخصوص الأسباب التي ساهمت في تفاقم أزمة العطش، أوضح الفاعل الجمعوي أن الظروف الطبيعية ساهمت بشكل كبير في تدهور الموارد المائية خلال السنوات الست الماضية حيث عرفت زاكورة جفافا "قاتلا"، وفق تعبيره. وأضاف ضمن تصريحه، أن من بين الأسباب التي أدت إلى استنزاف الثروة المائية بمختلف مناطق زاكورة هي زراعة البطيخ الأحمر الذي تتطلب زراعته كميات كبيرة من المياه. وزاد المتحدث أن إقليم زاكورة لا يتوفر على جهة تدبر الشأن المائي، مشيرا إلى أن المؤسسة التي تعنى بهذا الشأن تتواجد بمدينة كلميم وهي بعيدة بحوالي 1000 كيلومتر عن زاكورة، وهو ما ساهم في الوضع الذي تعرفه زاكورة اليوم. يذكر أن إقليم زاكورة قد عرف خروج مواطنين في احتجاجات عديدة خلال السنوات الماضية بسبب مشكل نذرة المياه الصالحة للشرب، والذين يتهمون السلطات المختصة بالتماطل في التدخل لإيجاد حل لأزمة العطش التي تهدد حياتهم. كما أن الاحتجاجات أسفرت عن اعتقال العديد من المواطنين تابعتهم النيابة العامة بزاكورة بتهمة "التجمهر والانخراط في مسيرة غير مرخص لها".