عرف قطاع تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات بالمغرب بشكل خاص، ومجموع مهن المطعمة بشكل عام، ركودا، حسب العديد من المهنيين، وذلك مباشرة بعد قرار منع تنظيم أي تظاهرات، من أي نوع كانت، نتيجة تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث توقف هذا القطاع عن الاشتغال، ما نتج عنه خسائر كبيرة من حيث رقم المعاملات والعائدات. وللوقوف على واقع القطاع والإكراهات التي يعاني منها منتسبوه في ظل ما فرضته هذه الجائحة، يجيب رئيس فيدرالية الممونين المهنيين بالمغرب، السيد لحبيب سعدي، عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء : 1/ كيف تأثر قطاع تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات بجائحة كورونا ؟ -- بالفعل، إن قطاع تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات بالمغرب يواجه العديد من الإكراهات المادية التي حدت من نشاطه ومداخيله، ويكابد، منذ تفشي هذا الوباء، معاناة كبيرة، ويتعرض لأضرار مالية واجتماعية جسيمة. فهذا القطاع يعيش، منذ عدة أشهر، حالة من الركود، جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، وبحاجة، وبشكل عاجل، لاتخاذ تدابير إجرائية من أجل عودة الروح له واستئناف نشاطه. فيدرالية الممونين المهنيين بالمغرب عملت على تطبيق قرار السلطات العمومية، وألغت كافة الحفلات والأعراس في مختلف القاعات بالمملكة حفاظا على صحة وسلامة زبائنها، وسعيا منها لمكافحة وباء كورونا، الذي ألقى بظلاله على مختلف القطاعات الحيوية عبر العالم، بما فيها قطاع تموين وتنظيم الحفلات. فالتدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات العمومية، والتي كانت ضرورية لمنع انتشار هذا الفيروس، تسببت في التوقف التام لأنشطة مموني الحفلات، وهو ما نتج عنه خسائر كبيرة من حيث رقم المعاملات والعائدات. 2/ ما هي الإجراءات التي اتخذتها فيدرالية الممونين المهنيين بالمغرب للتخفيف من حدة هذه الأزمة بالنسبة للمنتسبين إليها ؟ -- بخصوص الإجراءات التي اتخذناها للتخفيف من حدة هذه الجائحة والأزمة التي ترتبت عنها لدى المنخرطين، قامت الفيدرالية، من بين عدة خطوات، بالاستجابة لنداء السلطات، حيث عملت على تنظيم حملة تحسيسية شملت جميع المنخرطين في كافة الفروع عبر التراب الوطني، وتوخت التوعية بخطورة الوضع الوبائي، وقد تم، في إطارها، تداول فيديوهات ومنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "ابق في دارك .. تحافظ على صحتك واولادك"، وكذا إحداث منصة إخبارية داخلية رقمية لمواكبة الحدث تهدف إلى تلقي جميع المشاكل التي تواجه الممون في هذه الظروف الحرجة في مختلف أنحاء المملكة لبحثها وإيجاد الحلول المناسبة لها في ظرف وجيز. ومن بين هذه المشاكل والإكراهات هناك : مشكل تراكم واجبات الكراء الشهرية المتعلقة بالمحلات التجارية المستغلة من طرف الممونين، ومشكل التسبيقات التي سبق أن توصل بها الممون مقابل تنظيم حفل أو مناسبة ولم تسمح ظروف الجائحة بالوفاء بالتزامه، وإصرار شركات التأمين على أداء واجبات تأمين العربات التي حل موعد دفعها على الرغم من وجود هذه العربات في حالة توقف تام عن الحركة، علاوة على الخسائر التي تكبدها الممونون جراء انتهاء صلاحية المنتجات المتراكمة في الثلاجات والتي لم يتم استعمالها. إن هذه المشاكل، من بين أخرى، تطلبت بذل جهود جبارة للبحث عن حلول مناسبة واتخاذ إجراءات ناجعة وفورية، حيث تم عقد اجتماعات مكثفة يومية بواسطة تقنية التواصل عن بعد، وإصدار مذكرات ودوريات لجميع المنخرطين تحثهم على احترام القانون، وتوحيد الرؤى قصد المحافظة على استمرارية القطاع، وتوفير راحة الزبائن الذين تفهموا الوضع وقبلوا الحلول المتفق عليها معهم معتمدين مبدأ "لا ضرر ولا ضرار". وأشير، في هذا الصدد، إلى أن مسؤولي الفيدرالية حرصوا على عقد ندوات عن بعد كان الهدف منها تنظيم حلقات استماع لبعضنا البعض، وإعطاء الفرصة لكل ممون للتعبير عما يجيش بداخله، وتقاسم الأفكار مع الزملاء في المهنة، مسجلا أنه كان لهذه المبادرة وقع جيد على نفسية الممونين. 3/ ما هي المطالب التي تقدمها الفيدرالية من أجل تجاوز الركود الذي يعرفه القطاع ؟ -- إن قطاع تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات، الذي يساهم، بشكل مهم، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة، إذ يشغل فئة عريضة من الشباب المغربي، ويسهم بفعالية في الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني، بحاجة لاتخاذ تدابير إجرائية لأنه يعيش حالة من الشلل جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). وقد طالبت فيدرالية الممونين المهنيين بالمغرب، في بلاغ سابق وجهته للحكومة، بالإسراع بمد قروض للمهنيين بدون فوائد والإعلان عن تسديدها ما بعد أبريل 2021 لسد ثغرات ومتطلبات المهني، من واجبات الكراء، وأقساط الشغيلة، وغيرها، مع تليين وتأخير سداد الشيكات لمهنيي القطاع. وطالب البلاغ ذاته، أيضا، بالإعفاء من الضرائب المستحقة على شركات تموين وتنظيم الحفلات برسم سنة 2020 باعتبارها سنة بيضاء، مع إلغاء الفوائد المترتبة عن تأجيل قروض الاستهلاك بالنسبة للممونين، إضافة إلى حذف الشروط التعجيزية للقروض الخاصة بالمقاولين الذاتيين. كما تطالب الفيدرالية الحكومة بتمديد تسديد مستحقات المستخدمين عبر الضمان الاجتماعي، حيث لا يمكن للممونين المهنيين أن يستأنفوا نشاطهم المهني واستقطاب الزبائن، غداة رفع حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، وكذلك باعتماد "سنة بيضاء" في ما يخص الضرائب المستحقة على شركات تموين وتنظيم الحفلات. وندعو، بالمناسبة، الجهات المعنية إلى مساعدة شركات تموين وتنظيم الحفلات والتظاهرات على تغطية مصاريف كراء محلاتها التجارية وفضاءات التخزين وقاعات وصالات تنظيم الحفلات والأعراس. كما نؤكد في الفيدرالية على ضرورة تخفيض الرسوم الجمركية عن السلع التي يتم استيرادها بهدف تأطير عملية تنظيم الحفلات (كراسي وموائد وتجهيزات عامة كهربائية وخدماتية وغيرها ....). وبالنسبة للممونين الصغار، يطالب مهنيو القطاع بتدعيمهم من خلال تجهيز مطابخهم، وهو بالتالي ما سيتيح لهم تقنين عملهم بالترخيص لدى السلطات المحلية، ما سيضمن لهم حقوقهم وممارسة واجباتهم في ظل ما تنص عليه القوانين المعمول بها في هذا المجال، على مستوى الضرائب والرسوم الجمركية وشروط السلامة الصحية. ويطالب مهنيو القطاع، كذلك، في ظل ما تفرضه أزمة جائحة كورونا، بالزيادة في منح وتخويل الممونين المهنيين قروضا جد ميسرة لاستئناف نشاطهم واستثماراتهم الاقتصادية، لمواجهة حالة الإفلاس الوشيك التي يتعرضون لها بسبب تراكم العديد من المستحقات على كاهلهم، ومن ضمنها ال(كمبيالات) والشيكات المستحقة عليهم من طرف موفري السلع الخاصة بالقطاع. وأغتنم هذه المناسبة، من منبركم الإعلامي، لأجدد الدعوة لإخراج قطاع تموين الحفلات من حالة الفوضى التي يعيشها، ومحاربة المنافسة العشوائية التي يعاني منها المهنيون من طرف المتطفلين على الميدان، وذلك بالعمل مع مختلف الشركاء على إخراج إطار قانوني منظم للمهنة، لتمكين المهنيين من حماية مصالحهم وتقديم خدمات في المستوى للمستهلك المغربي.