بعد المرحلة الثالثة من مخطط تخفيف الحجر الصحي منذ التاسع عشر من الشهر الجاري والإبقاء على جميع القيود الاحترازية المتعلقة بالأفراح وحفلات الزواج، لا يزال قطاع تموين الحفلات يئن تحت وطأة الحجر بعد تطويق مموني الحفلات منذ بدء الوباء إلى الآن، كان آخرها إعلان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بعدم فتح الباب أمام الحفلات والأعراس، فكانت عبارة "لا حفلات ولا أعراس" التي فاه بها قبل أيام بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وبهذا الخصوص، أوضح عدنان ملوك، ممون بجهة مراكشآسفي وعضو مستشار بفيدرالية الممونين المهنيين بالمغرب بجهة الرباط في تصريحه ل"الأيام 24″ أنّ مموني الحفلات كانوا أوقفوا العمل منذ الوهلة الأولى لظهور الوباء في المغرب مباشرة بعد قرار وزارة الداخلية القاضي بتفعيل إجراءات الحجر الصحي في مرحلته الأولى، قبل أن يقول: "لحد الساعة لا زالت محلات مموني الحفلات مغلقة بسبب الجائحة وممون الحفلات وبالرجوع إلى التجمعات، ملزم بتقديم خدماته لعدد محدود من الأشخاص لا يتجاوز 20 شخصا، سواء تعلق الأمر بحفلات أعياد الميلاد أو حفلات الخطوبة أو الأعراس". وأماط اللثام عن أنّ الفيدرالية المغربية للممونين المهنيين بالمغرب، راسلت بقوة وبشكل متواتر، الحكومة وكذا القطاعات الوصية ولجنة اليقظة وغيرها، فكانت الإجابات، حسب تعبيره، موحدة تصبّ في خانة إلزامية التريث والتحلي بالصبر وإعلاء مصلحة الوطن. وكشف أنّ رفع حالة الحجر على قطاع تموين الحفلات ستعقبه مرحلة الاشتغال بأريحية أحسن من العمل وفق قيود محددة، من قبيل الاشتغال بعدد محدد من الموائد في الأعراس، مثلا مائدتين أو خمسة، مبرزا أنّ العدد المذكور لن يكون في صالح الممون أو الزبون على حد سواء. وعرج عدنان ملوك على ما أسماه الإكراهات الكثيرة التي أرخت بظلالها على هذا القطاع منذ تفشي فيروس كورونا، في مقدمتها إكراهات الكراء واليد العاملة وإهمال المعدات بسبب بقائها في الرفوف لمدة ليست بالهينة إلى جانب إكراهات أخرى تتمثل أساسا في فواتير الماء والكهرباء. وأفصح بالقول إنّ ممون الحفلات يعيش الآن على حافة الإفلاس، موضحا في الآن نفسه أنّ تموين الحفلات يعتبر قطاعا حيويا ويرتبط بمجالات كثيرة، انطلاقا من الفلاح الذي يمدّ الممون بالخرفان ومرورا بالفلاح الذي يمدّ الممون بالدجاج ووصولا عند الفلاح الذي يمدّ الممون بالخضر، انتهاء بالبقال والمكلف بالشواء وكذا النادل والطهاة والخياطة التي تحيك قفاطين العرس. وأشار إلى أنّ مجموعة من القطاعات المرتبطة بمجال تموين الحفلات، تضرّرت بشكل كبير بسبب الجائحة، قبل أن يقرّ إنّ الضرر لحق كذلك المشرفين على تنظيم المهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية. وأكد في المقابل أنّ ممون الحفلات يقف في صف خطة ورؤية الحكومة لمحاصرة ومواجهة الفيروس على اعتبار أنّ سلامة المواطنين تأتي في المرتبة الأولى، غير أنه أثار الانتباه إلى إلزامية إعادة النظر في مجموعة من الأمور التي تطوّق قطاع تموين الحفلات في هذه الظرفية بالذات، ما دامت مجموعة من القطاعات على حد تعبيره، استأنفت أنشطتها بشكل تدريجي وهو يحيل على افتتاح المقاهي والشواطئ والأسواق الأسبوعية وغيرها.