بينما بدأت بعض القطاعات الاقتصادية تستعيد عافيتها بعد الرفع الجزئي لحالة الطوارئ الصحية، يضع أصحاب المقاولات الخاصة بتموين الحفلات أيديهم على قلوبهم وهم يعدّون أيام فصل الصيف تمضي دُون أن يلوحَ في الأفق ما يؤكّد استعادة قطاعهم لنشاطه، ولو تدريجيا، بسبب عدم سماح السلطات بإقامة الحفلات، وإلغاء الزبناء للحجوزات. ويبْدو أن جائحة كورونا ستُكبّد مموني الحفلات خسائر كبيرة، ذلك أن نشاطهم لم يتوقف فقط لأن السلطات أبقتْ على منع إقامة الحفلات، بل لأن التداعيات الاقتصادية للجائحة دفعت بكثير من المواطنين الذين كانوا يعتزمون إقامة حفلات خلال الصيف الجاري، خاصة حفلات الزواج، إلى إلغائها. ووجد مموّنو الحفلات أنفسهم في وضعية صعبة بعد أن خلطت جائحة كورونا كل حساباتهم بشكل مفاجئ؛ فبعد أن حصلوا على تسبيقات مالية "عربون" من زبنائهم الذين كانوا يعتزمون تنظيم حفلات خلال فصل الصيف، وصرْف ما صرفوه على اقتناء المستلزمات، أصبحوا اليوم مطالَبين بإرجاع ما حصلوا عليه إلى الزبناء الذين قرروا إلغاء حفلاتهم. وذهب طارق، وهو مموِّن حفلات بمدينة الرباط، إلى وصف وضع العاملين في هذا القطاع ب"المزري"، وأردف متسائلا: "كاين ناس عطاوْنا العربون من شهر واحد وشهر جوج وما عرفناش كي غنديرو معاهم، حيتْ داكشي اللي شدّينا من عندهم صرفناه على الماترييل، واعطينا منّو شوية للناس اللي خدامين معانا بحال الجوق باش تضمنهم". وساهمت المنافسة المحمومة التي يعرفها قطاع تموين الحفلات في تأزيم وضعية المموّنين، حيث يتسابقون نحو إرضاء الزبون وتوفير آخر ما هو متوفّر في السوق من الأغراض والتجهيزات المستعملة في الحفلات، ما يعني أنّ ما تمّ شراؤه هذه السنة لن يكون صالحا خلال السنة المقبلة إذا استعاد القطاع نشاطه. "الكرسي لا شريتيه مثلا بستّميا ولا ثمنميّات درهم، غير لوحو، حيت الموضيلات دغيا كيتبدلو"، يقول طارق، في تصريح لهسبريس، مضيفا: "دبا ما حيلْتك تردّ للناس اللي عطاوك العربون فلوسهم، ما حيلتك للسلعة اللي شريتي اش غدير بها". وأكد "يونس.ر"، ممون حفلات بمدينة سلا، أن الفاعلين في قطاع تموين الحفلات يجتازون ظرفا صعبا، قائلا: "أنا حبّست الخدمة نهائيا، وكنموتو شوية بشوية"، مضيفا: "ما استفدناش من أي دعم ديال الحكومة، ودبا راحنا واقفين نهائيا وهادشي غيْطول، حيتْ اللي كان عوّال يدير شي حاجة (يقصد الزبناء الذين كانوا ينوون إقامة حفلات) خسّر فلوسو فهاد الأزمة". وفيما فتحت الحكومة المجال للمقاولات للاستفادة من قروض، يتخوّف ممونو الحفلات من الإقدام على أي خطوة من هذا القبيل. "الكريديات اللي دارت الحكومة فيها بزاف ديال الثغرات، وخاصك تردها بالفائدة"، يوضح يونس، لا فتا إلى أن الحكومة عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أن الممونين قد لا يشتغلون خلال فصل الصيف الجاري، وبالتالي "فحتى لو استفادوا من القروض، فإنهم سيعجزون عن سدادها"، على حد تعبيره.