حل شهر رمضان هذه السنة في ظل الحجر الصحي الذي أقره المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، هو ظرف استثنائي قد يكون نقمة للبعض بحكم شعورهم بالملل أو الفراغ، فيما يكون نعمة عند الآخرين لأنهم وجدوا في البقاء بالمنزل فرصة جيدة من أجل إعادة النظر في عدة أمور كانوا يغفلونها في حياتهم اليومية العادية. موقع القناة الثانية اختار ان يخصص فقرة تحت اسم "يومياتي في الحجر الصحي" في حوار مع شخصيات من عالم الفن، السياسة، والثقافة. وضيفة اليوم هي المغنية للطرب الغرناطي والملحون، سناء مرحتي. نص الحوار.. كيف تقضين أجواء رمضان في ظل الحجر الصحي؟ رمضان هذه السنة يبقى بالنسبة لي مثل السنوات الماضية، لأنني لا أخرج كثيرا من المنزل ولدي ارتباط وثيق بالمنزل أفضل دائما البقاء في البيت، وهذا الحجر المنزلي مكنني من أن أقوم بواجباتي الدينية في وقتها عكس رمضان السنوات الماضية بحكم ارتباطاتي المهنية. لذا رمضان هذه السنة أعجبني كثيرا حيث أجد الوقت لأقوم بعدة أشياء من بينها أن أتابع الانتاجات التلفزية الرمضانية وأمارس الرياضة بين الفينة والأخرى. قمت بحفل غنائي افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، حدثينا كيف كانت التجربة؟ هذه التجربة كانت مع المايسترو طوم كوهن، الذي يتشغل على الأغاني المغربية، اقترح علي أن أؤدي معه أغنية فريد الأطرش "وياك" كلون جديد من أجل أن أخرج عن الموسيقى الأندلسية، كنت مترددة في البداية لكنني وثقت في قدراته المهنية، اشتغلنا مع 40 موسيقيا ينتمون إلى عدد من دول العالم عن بعد، هذا العمل أخذ منا جهدا كبيرا في التحضير. مجملا التجربة كانت رائعة ولقيت تفاعلا وتجاوبا من قبل الجمهور، كما أن الفنان كوهن شجعتني لكي أنفتح على ألوان موسيقية أخرى. كيف أثر هذا الحجر الصحي على الفنانين المغاربة بشكل خاص؟ أحيي الفنانين المغاربة الذين عبروا عن معنويات مرتفعة في هذه الفترة الصعبة التي يعيشها المغرب وغالبيتهم يواصلون عملهم بكل تفاني في الترويح على المغاربة. لذا أظن أنه بعد رفع الحجر فإن الأنشطة الفنية لن تعود بشكل قوي وإنما بعد شهور. نحن الفنانين نتعرض في بعض الأوقات لانتقادات لاذعة مثل: "هذا ماشي وقت الغناء والفن"، نحن نقوم بعملنا وهو الترفيه، ونعمل حسب إمكانياتنا بحملات التوعية والتحسيس عبر أغاني هادفة (..)، ربما هذا من بين العوامل التي قيدتي بأن أصدر عملا فنيا حول كورونا خوفا من الانتقادات اللاذعة من البعض. ماهي الأشياء التي اكتشفتها أو أصبحت تقوم بها بعد المكوث يوميا في المنزل؟ أولا، أي مصيبة قد تقع فإنك تخرج منها بدرس ما، وما تعلمته هو أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، مهما فكر الإنسان أنه حقق شيئا ما، فإذا الله أراد شيئا ما فإنه سيقع، لذا فإن العديد من المشاريع الفنية كبيرة ألغيت وهذه الجائحة جاءت في موسم الذروة للموسيقى التراثية؛ ولكن الحمد لله على كل شيء صحة المغاربة فوق كل شيء. منحني هذا الحجر أنني أصبحت أتبع نظاما غذائيا صحيا، ثم اكتشفت في موهبة التمثيل حيث أقوم بتبادل فيديوهات طريفة على مواقع التواصل الاجتماعي من حين لآخر مع شقيقتي، كما أن الحجر المنزلي صالحني مع المطبخ، ثم الرجوع إلى كتاب الله، وتخصيص وقت لمطالعة الكتب. كما أنه، أظهرت لي هذه الأزمة أن بلادك هي التي يمكنها أن تحتويك وتحميك، بلادنا تحتاجنا وإن شاء الله بعد انفراج هذه الأزمة سأشجع اقتصاد بلدي من سياحة والتي تعد من أكثر القطاعات تضررا من تداعيات كورونا وكطريقة منا لدعمها هو الترويج لها، وبالإضافة أنه سأشتري المنتوج الوطني لدعم الصناعة التقليدية المغربية.