بعيدا عن منصات المهرجانات واستديوهات التسجيل، أصبح العديد من مشاهير الفن والموسيقى يقضون سحابة يومهم في الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا شأنهم شأن باقي المواطنين من أجل المساهمة في الحد من انتشار هذا الفيروس الخطير. ولا يخرج الفنان حميد القصري عن هذه القاعدة حيث يقضي نجم موسيقى كناوة يومه خلال الحجر الصحي في تأليف الموسيقى والطبخ وتقوية الروابط مع الأسرة الصغيرة والممتدة. وحول هذا الموضوع طرح موقع القناة الثانية ثلاث أسئلة على الفنان المغربي المحبوب. كيف تقضي يومك في الحجر الصحي؟ أقضي يومي بشكل عادي كباقي إخواني المغاربة حيث لا أغادر المنزل سوى مرة في الأسبوع من أجل اقتناء الحاجيات الضرورية، ولا أخفي عليكم أنني نسجت علاقة وطيدة مع جدران البيت الذي أقضي فيه معظم اليوم، بعد أن كنت لا أدخله سوى في مناسبات قليلة بسبب التزامات العمل والسفر المستمر. ولأنني أحب الطبخ كثيرا فإنني أخصص حيزا مهما من وقتي لدخول المطبخ وتحضير بعض الأكلات والمساعدة في أشغال البيت. وعلى الرغم من أن هذا الحجر جاء لمحاربة مرض قاتل لكن يجب النظر إلى الشق الإيجابي لا سيما أنه يتيح توطيد العلاقة مع أفراد الأسرة وتدارك بعض الأمور على مستوى العلاقة مع الأبناء مثلا والحرص على تعليمهم أشياء جديدة وإفادتهم من التجارب الحياتية والترويح عنهم عن طريق الموسيقى. هل تستغل فترة الحجر الصحي في تأليف أغاني جديدة؟ بالفعل، علاقتي بالموسيقى وطيدة ولا سيما موسيقى كناوة التي تحتل مكانة فريدة في فؤادي، ولا يمر يوم في الحجر الصحي دون أن ألجأ للموسيقى من أجل الترويح عن النفس ومحاربة الملل ونسيان المرض الخطير ولو بشكل مؤقت، حيث أقوم إلى جانب دندنة بعض المقاطع القديمة بتأليف أغاني جديدة من أجل إغناء ريبرتوار موسيقى كناوة، وندعو الله أن يزول عنا هذا الوباء في أقرب وقت ممكن للعودة للقاء الجمهور ومحبي فن كناوة بشكل خاص. كيف أثر هذا الحجر على الفنانين بشكل خاص؟ الفنان يبقى في نهاية المطاف إنسانا ويحس كغيره من المواطنين بالتداعيات السلبية لهذا الوباء على معيشه اليومي، حيث تسبب التجميد الشبه تام للحياة الثقافية والموسيقية في توقف العديد من الفنانين والموسيقيين عن العمل، وهناك من الفنانين من يشغل معه أشخاصا آخرين تضرروا بدورهم من هذا التوقف، لكن يجب على الفنان أن يكون ذكيا في تدبير موارده في هذه الفترة والتقشف قليلا لكي يستطيع المقاومة إلى حين عودة الحياة إلى طبيعتها.