الحجر الصحي الذي أقره المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، هو ظرف استثنائي قد يكون نقمة للبعض بحكم شعورهم بالملل أو الفراغ، فيما يكون نعمة عند الآخرين لأنهم وجدوا في البقاء بالمنزل فرصة جيدة من أجل إعادة النظر في عدة أمور كانوا يغفلونها في حياتهم اليومية العادية. موقع القناة الثانية اختار ان يخصص فقرة تحت اسم "يومياتي في الحجر الصحي" في حوار مع شخصيات تنتمي لعالم السياسة والثقافة والفن ومجالات أخرى، وضيفة اليوم، هي الموسيقية والمغنية للفن الأندلسي والملحنة والشاعرة، نبيلة معان. نص الحوار.. كيف تقضين يومك في الحجر الصحي؟ أقضي يومي بشكل عادي مثل جميع المغاربة بالمنزل، وأشتغل على تجارب الأداء الموسيقية، وألعب مع أطفالي، ثم أطالع كتبي وأشاهد الأفلام، وبطبيعة الحال أدخل إلى المطبخ كأي أم وزوجة لتحضير الوجبات لأفراد أسرتي الصغيرة. في نظرك هل ساعدتك هذه العزلة المنزلية في التقرب أكثر إلى أفراد أسرتك؟ صراحة بالنسبة لي أطفالي كنت دائما قريبة منهم، بحكم أن عملي لا يفرض علي وقت محدد في الدخول والخروج من المنزل مثل الموظفين، غير أنه أحيانا أغيب عن أطفالي في الأوقات التي أقوم فيها بجولات فنية بعيدة عنهم، لكن عندما أدخل إلى منزلي فإنني أبقى معهم 24 على 24 ساعة. أنا وزوجي نحرص على أن نكون دائما بجانب أطفالنا. كيف أثر هذا الحجر على الفنانين بشكل خاص؟ أعتبر أن استئناف الأنشطة الفنية من جديد ستكون صعبة قليلا، فبالنسبة لي أن الابتعاد طيلة هذه المدة عن المنصة أجده صعبا لأنه لم يسبق لي أن غبت عنها وكان أقصى مدة غياب هي شهر بعد ولادتي. فإذن اعتلاء المنصة من جديد ولقاء جمهوري أظن أن الأمر سيكون خاصا عندي، ولكي أكون صريحة أكثر أشعر بالخوف من استئناف عملي. جانب آخر، أن هذا الحجر الصحي أبعدني عن الموسيقيين الذين أشتغل معهم، فالاشتغال معهم عن قرب ليس كمثل عن بعد، فالاشتغال عن قرب يمنحني التجاوب المباشر معهم وتبادل الأفكار فيما بيننا، وكل هذه الأمور افتقدتها. وأظن أن هذا الحجر سيؤثر كثيرا على الانتاجات والأعمال الفنية في الأيام المقبلة. شاركت في حفل موسيقى افتراضي على "الفيسبوك"، حديثا كيف كانت التجربة؟ وهل ستستمر في هذه الفترة؟ الفكرة انطلقت بعدما ألغيت مجموعة من السهرات الفنية التي كانت مبرمجة وكنت سأشارك فيها، وحز هذا الأمر في نفسي، لذلك باتفاق مع زوجي الذي يعزف على آلة "القيثارة"، قررنا أن نقوم بسهرة افتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي "انستغرام" و"فيسبوك"، وكان هدفي الترويح عن المواطنين المغاربة وحثهم على البقاء في المنزل؛ الحمد لله هذا "اللايف" تابعه جمهوري ولقي تجاوبا كبيرا منهم. بعد ذلك، اقترح علي سليم العامري، عضو معي في الفرقة ويعزف على آلة الكمان، بأن نجمع موسيقيين من كل أنحاء المغرب من أجل تقديم أغنية من التراث الأندلسي، طبعا رحبت بالفكرة ونظمنا السهرة الافتراضية عبر تقنية البث المباشر على "الفيسبوك"، ولله الحمد لقيت انتشارا وإعجابا واسعين بين رواد الفضاء الأزرق، فرحت بمشاركتي إلى جانب هؤلاء الفنانين، وأحيي سمير العامري على هذه الفكرة. كما يسعدني كثيرا أن ننظم حفلا آخرا في الأيام المقبلة، لأنني تلقيت العديد من الرسائل التي يطلب فيها جمهوري أن نقيم حفلا فنيا مثل سابقه.