رحلة فنية متنوعة ملونة بإيقاعات العالم يشهد مهرجان موازين - ايقاعات العالم موازين هذا العام حدثاً فنياً متميزاً يتمثل في إنتاج أغنية سيؤديها فنانون عرب بشكل جماعي تحمل اسم «بكرة» والتي تحث الشباب العربي إلى الأمل في الغد. كلمات هذه الأغنية من تأليف الفنانة العربية الكبيرة ماجدة الرومي وإنتاج المنتج العالمي كينكي جونز. وأعلن المنظمون أيضاً أن عائدات الحفلات الخاصة بهذه الأغنية ستخصص للجمعيات التي ترعى الأطفال في العالم العربي. اضافة الى مشروع بخصوص إعادة إنتاج أغاني مجموعة ناس الغيوان بطريقة عصرية شبابية، وسيكلف المنتج الجزائري صفي بودلال بتنفيذ هذا المشروع. واعتبر المشرفون على المهرجان أن «موازين» صار رمزاً للتعددية الثقافية والتسامح والانفتاح على الآخر، وخاصة أنه يشكل مناسبة يلتقي فيها فنانون بلدان من قارات مختلفة كاليابان والهند والبيرو، وهو ما يُحوِّل مدينة الرباط إلى عاصمة للثقافة العالمية. وكانت اللجنة المنظمة قد صرحت بكل وضوح وشفافية بميزانية المهرجان وبأنها لم تتلقَّ سوى ستة ملايين درهم من الجهات العمومية وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع الميزانية الإجمالية للمهرجان والتي تتجاوز 62 مليون درهم مغربي (اليورو يعادل 11 درهماً مغربياً) يحصل عليها المهرجان من إيرادات الإعلانات وبيع حقوق بث سهرات المهرجان لقنوات فضائية». قد كتبت جريدة (لا تريبيون) الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي أن عمالقة النجوم العالميين والمشارقة يلتئمون في ملتقى (موازين), المهرجان الموسيقي «المتفرد بثرائه», الذي افتتح الجمعة الماضي بالرباط. وأكدت اليومية في مقال تحت عنوان «الرباط تعيش على إيقاع موازين», على أن هذا المهرجان « الذي يعد واحدا من التظاهرات الموسيقية الأكثر ثراء ونشاطا بالمملكة والذي يطفى شعلته العاشرة هذه السنة», يذكر المغاربة وبقية العالم بروح هذا البلد وبثقافته, حيث يشكل التعايش «فنا من فنون العيش». وأشارت الصحيفة إلى أن المهرجان يرضي هذه السنة أيضا كل الأذواق. ففي ما يتعلق بنجوم كبار الأغنية الغربية, يحضر المهرجان على الخصوص نجم البوب العالمي جو كوكر, و الفنان الأمريكي ليونيل ريتشي والمغنية الكولومبية شاكيرا فضلا عن المغني الألماني أوت لمبير. وحسب اليومية الفرنسية, فإن الجمهور سيكتشف خلال المهرجان أيضا المطربة المغربية الفرنسية زهرة هندي, التي أمضت العام في إبهار الجمهور الغربي» و» ليس تمة من داع يحول دون أن يستمتع بها الجمهور الرباطي». كما أن الإيقاعات الشرقية والمغربية حاضرة في التظاهرة, ولاسيما مع المطرب المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي أو المصري عمرو دياب الذي يستحسنه الجمهور العربي كثيرا. بيد أن المغاربة متشبثون كذلك بقارتهم الإفريقية من خلال تخصيصهم لاستقبال مميز للإيفواري تيكين جاه فاكولي و(باب ويمبا) من جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما يشارك في هذا الموعد السنوي فنانون كبار من قبيل السنغالي يوسو ندور, والغاني موري كانت. من قلب المهرجان رقص عشاق الموسيقى اللبنانية مساء أول أمس بالرباط على «الدبكة» وإيقاعات موسيقى (الضيعات), وذلك خلال الحفل الفني الذي أحياه الفنانان فارس كرم وكارول سماحة, ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان موازين-إيقاعات العالم. واستمتع الجمهور, خاصة الشباب, بعزف الفرقة الموسيقية التي رافقتهما خلال هذا الحفل, الذي تميز بأداء فارس كرم أغاني عديدة تعتمد على الإيقاعات القوية للطبل المميز لفن «الدبكة». كما قدم هذا الفنان, الذي سطع نجمه في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة, أغاني اشتهر بها ويرددها الكثير من الشباب من بينها « نسوانجي» و«تنورة» و«ودنيا حلوة برجالاتها» و«ريتاني». وفضلا عن أغنية «اطلع في» التي اشتهرت بها كارول سماحة, أدت الفنانة اللبنانية أيضا أمام جمهور منصة حي النهضة «غالي علي» و«حبيب قلبي «و «خليك بحالك» في تجاوب مع الجمهور المغربي الذي عشق فنها وأداءها بإحساس عالي للأغاني العاطفية التي تميز جل ألبوماتها. الملاك الأسود للأغنية البيروفية كما كان عشاق الايقاعات الملونة مع الفنانة سوزانا باكا, الملاك الأسود للأغنية البيروفية من أصل إفريقي.. وشنفت باكا, التي اختارت أن تطل على جمهورها بلباس أبيض ناصع وبقدمين حافيتين رمزا للصفاء والنقاء, خلال هذه الأمسية الموسيقية التي نظمت بالمسرح الوطني محمد الخامس و التي رافقها فيها ثلاثة موسيقيين (عازف على القيثارة وآخر على الفيولونسيل وثالث على الطبل), الحضور بباقة من روائع ريبيرتوارها والممزوجة بالأنغام الإفريقية واللكنة الكارايبية. وسوزانا باكا, الحائزة على جائزة غرامي اللاتينية عن ألبومها «الحزن الأسود» فنانة عصامية, احتكت بالغناء منذ نعومة أظافرها, بحي الصيادين قرب العاصمة ليما حيث تأثرت بالبحر وبكفاح الصيادين من أجل لقمة العيش. وتغني مطربة البيرو الشهيرة بصوتها الشجي والعميق قصة زنوج أمريكا اللاتينية التي يجهلها الكثيرون, وكيف زج بهم كعبيد في البيرو, وقد قررت, لحساسيتها تجاه الميز العنصري, رسالة خلق جسر بين ثقافة الزنوج في البيرو وبين أجدادهم. تشكل إبداعات سوزانا باكا أنطولوجية رائعة لاكتشاف الموسيقى الأفرو- بيروفية, وهي تجمع بين التقليدي والعصري, أولاها «كولور دي روسا بويزيا إي كانطو نيغرو» (لون الوردة شعر وغناء زنجي) سنة 1997, وآخرها «أفرودياسبورا» (أفارقة الشتات) الذي أصدرته هذه السنة. وتنتمي باكا, المزدادة في أربعينيات القرن الماضي بالعاصمة البيروفية ليما, لعائلة موسيقية وهي التي لم تتعلم الموسيقى, كما قالت في أكثر من مناسبة, وتعمل مع زوجها ريكاردو بيريرا على جمع التراث الموسيقي والغنائي البيروفي الإفريقي, وقد أحدثت سنة 2002 مؤسسة خاصة لهذا الغرض. يوسف اسلام بالجلابة المغربية يوسف إسلام غنى وسط حضور جماهيري حاشد فاجأ الفنان البريطاني «يوسف إسلام» جمهورَ الليلة الرابعة من مهرجان «موازين» للموسيقى بالرباط بإطلالة مغربية؛ حيث ظهر مرتديا جلابة مغربية خلال الفقرة الثانية من غنائه على مسرح السويسي الذي شهد حضورا جماهيريا قياسيا مقارنة بباقي السهرات. وكان الفنان الذي اعتنق الإسلام في سنة 1976 اختار أن يُغني في بداية السهرة الأغاني التي تنتمي إلى فترة ما قبل إسلامه، وارتدى سروالا (جينز) عصريا، في حين ظهر مرتديا جلابة مغربية عندما انتقل إلى الأغاني التي أنتجها بعد إسلامه بشكل يرمز إلى تحول شخصيته. وبلغ عدد الحاضرين في حفل الفنان البريطاني يوسف إسلام (كات ستيفنس) الذي أقيم مساء الإثنين الماضي 55 ألف شخص من مختلف الأعمار، وفق بيان اللجنة المنظمة، وهو ما يعتبر رقما قياسيا، مقارنة بباقي السهرات المبرمجة في مهرجان «موازين». وتوجه يوسف إسلام إلى جمهوره خلال الحفل بالقول: إنه زار مدينة مراكش برفقة «جيمي هندريكس» وإن للمغرب سحرا خاصا ألهمه العديد من أغانيه، منها: (كيف أستطيع أن أعبر لك) و(إذا أحببت)، ولم ينس بعدها أن يُحيي ذكرى النجم العالمي «هندريكس». وصل مهرجان موازين خلال الايام الماضية إلى قمته في استقطاب جمهور العاصمة الرباط. علامات الارتياح بدت على محيا منظمي مهرجان موازين بعد الأصداء القوية للحضور الجماهيري الكبير في منصتي النهضة والسويسي، فتشير معطيات إلى أن السويسي سجلت حضورا يقدر ب 45 ألفا فيما النهضة سجلت أقوى لحظات المهرجان إلى حدود ليلة الثلاثاء ب 50 ألفا من الراغبين في الاستمتاع بفنانين لبنانيين بأسلوبين غنائيين مختلفين ولكن من بلد الأرز لبنان. ويواصل مهرجان موازين لياليه ومن لم يتمكن من حضور الليالي الكبيرة يستفيد من النقل التلفزيوني المباشر على القنوات المغربية، وعقب ليلة الافتتاح التي كانت محتشمة من ناحية الحضور الجماهيري، بدأت حفلات ليالي الشرق والغرب تستقطب جمهورا متزايدا ومنه من يتحمل عناء السفر من مدن أخرى من أجل الحضور، ومن الطبقات الاجتماعية الراقية من يؤجر شرفات من إدارة المهرجان كما حصل مع حفل يوسف إسلام بثمن يتراوح ما بين 2000 و5000 درهم. جنات تستقبل ب»الزغاريد» الى ذلك استقبل الجمهور المغربي فنانته جنات ب»الزغاريد»، وسط أجواء احتفالية مميزة عكست حماس محبيها لصوتها؛ حيث وصلت أعداد الجمهور أكثر من 20 ألف شخص. ويعتبر هذا هو الحفل الأول لجنات في مسرح مفتوح بالمغرب، بعدما اقتصرت مشاركاتها الفنية في المغرب على الحفلات الخاصة. وتلحفت جنات بالعلم وظهر عليها التأثر الشديد باستقبال الجمهور لها، وعبرت عن سعادتها قائلة: «لم أكن أتخيل أنني سألقى هذا الترحاب، لقد فاجأتموني؛ لأنكم تحفظون كل أغنياتي، حقيقة أعجز عن التعليق». وأضافت: «أنا اليوم أمامكم ومستعدة لأن أغني كل ما تريدون من أغانٍ». وأدت جنات خلال الحفل مختارات من أغانيها، مثل: «اللي بيني وبينو» و»حبيبي على نياتو» التي رددها معها الجمهور، كما قدمت أغنية «بارد وسخون» للفنان المغربي الراحل محمد الحياني، وعلى الرغم من انتهاء الفترة الزمنية المخصصة لها، فإنها ظلت واقفة على خشبة المسرح لتحيي الجمهور المغربي، الذي ودعها على إيقاع «الزغاريد» أيضًا. وأطلت الفنانة المغربية المقيمة في مصر مرتدية القفطان المغربي خلال السهرة، وأمتعت جمهورها الذي زاد عدده عن 20 ألف متفرج من مختلف الأعمار، وفق بيان اللجنة المنظمة. وكان من المنتظر أن تحيي الفنانة المغربية جنات سهرة مشتركة مع الفنان السعودي راشد الماجد، إلا أن ظروفًا صحيةً حالت دون حضوره، ما استدعى الاستعانة بفنانين مغربيين، هما: الفنان فؤاد الزبادي الشهير بتقليده للفنان المصري محمد عبد المطلب، والفنانة حياة الإدريسي التي اشتهرت بتقليد أم كلثوم. أما بالنسبة للبرمجة وبخصوص العروض الفنية مساء يومه الخميس سيكون جمهور المهرجان على موعد مع حفل تحييه الفنانة المغربية صوفيا المريخ يرافقها المطرب الاماراتي الحسين الجاسمي بمنصة حي النهضة، فيما سيؤدي الفنان البريطاني جو كوكر مجموعة من |أغانيه في عرض فريد بمنصة السويسي. هذا، وسيكون عشاق الطرب المغربي مساء اليوم بمنصة سلا على موعد مع غاني ومجموعة أفلاك ، أما بموقع شالة الأثري فسيلتقي جمهور المهرجان مع الفنان الايرلندي شارون شانون. وبفضائي المنزه وأبي رقراق سيحمل الفنان الجزائري القبايلي ايدير ومجموعة أودادن ومجموعة ستاف باندا بيليلي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، عشاق الفنون الايقاعية إلى عوالم موسيقية ملونة.