أثمر الضغط الذي مارسه نجم فريق مانشستر يونايتد، الشاب ماركوس راشفورد، في تراجع الحكومة البريطانية عن نيتها تغيير استراتيجيتها حيال تقديم وجبات مدرسية مجانية للأطفال الأكثر فقرا، في ظل المخاوف من تأثير أزمة فيروس كورونا المستجد على مدخول الأسر الفقيرة. وكان راشفورد الذي نشأ في ظروف صعبة، ناشد الحكومة أمس بأن تواصل خلال فترة العطلة الصيفية، تقديم هذه الوجبات التي يستفيد منها نحو 1,3 مليون طفل في عموم إنجلترا. وتراجعت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم عن خطتها الأساسية، بعدما أثارت القضية جدلا واسعا في البلاد، دخل على خطه سياسيون في حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الحكومة، مطالبين إياه بالإبقاء على تقديم الوجبات. وقال متحدث باسم جونسون في تصريح صحافي اليوم: بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يتفهم رئيس الوزراء بشكل كامل بأن الأطفال والأهل يواجهون وضعا غير مسبوق على الاطلاق خلال فصل الصيف". وتابع "لذلك، سنوفر صندوقا غذائيا للصيف في ظل (كوفيد). هذا سيوفر قسائم غذائية تغطي فترة العطلة الصيفية الممتدة ستة أسابيع". وسارع راشفورد (22 عاما) للرد على ذلك عبر حسابه على تويتر، اذ كتب "لا أعرف ماذا أقول. فقط انظروا لما يمكننا القيام به متى تعاونّا". وكان المهاجم الدولي الإنجليزي قد وجه رسالة مؤثرة إلى المسؤولين البريطانيين الإثنين، دعاهم فيها الى "حماية جميع الأطفال المستضعفين في جميع أنحاء إنجلترا". ونشر راشفورد أمس أيضا مقالا في صحيفة "ذا تايمز"، أكد فيه انه "قبل عشرة أعوام، كنت واحدا من هؤلاء (الأطفال الذين يستفيدون من المساعدة الغذائية)، وأعرف ما يعنيه الجوع". وتلقى الأطفال المؤهلون للحصول على وجبات مدرسية مجانية الطعام أثناء الاغلاق التام الذي فرضه تفشي وباء فيروس كورونا خلال الفترة الماضية، وكانت هذه الوجبات في أغلب الأوقات تأتي في شكل قسائم شراء من المتاجر الغذائية والاستهلاكية. وكان راشفورد الذي ساعد في جمع حوالى 20 مليون جنيه إسترليني (25 مليون دولار) لمؤسسة "فيرشير" الخيرية التي تحارب الجوع وهدر الطعام، قد استفاد خلال طفولته من هذه الوجبات المجانية.